في الوقت الذي انتظر الفلسطينيون كثيراً وإلى جانبهم العرب، بسبب تأخّر الرد الإسرائيلي على اتفاق التهدئة، اضطر الرئيس المصري حسني مبارك إلى الحديث عن 'إجراءات أحادية' على معبر رفح لتفادي أزمة إنسانية في القطاع، فيما جدّدت حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' التلويح بـانفجار لكسر الحصار.
وقالت مصادر مصرية مطّلعة لصحيفة 'الأخبار' اللبنانية إن 'الرئيس المصري، وبناءً على تقرير من رئيس جهاز الاستخبارات اللواء عمر سليمان، قرّر اتخاذ إجراءات أحادية الجانب لتفادي حدوث أزمة إنسانية في غزّة، تؤدي إلى تكرار عمليات اقتحام الحدود المصرية مع القطاع، إذا رفضت إسرائيل مقترحات مصر للهدنة في القطاع.'
وأوضحت المصادر للصحيفة أن هذه 'الإجراءات قد تكون فتح معبر رفح البري من دون إخطار إسرائيل'، مشيرة إلى أن الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ليقرّر قبول الهدنة أو رفضها.
ونفت أن تكون إسرائيل متحفظة على زيارة سليمان، قائلة إن 'إسرائيل، التي راهنت على رفض الفصائل الفلسطينية لمساعي التهدئة، فوجئت بالنجاح المصري في إقناع الفصائل بالالتزام بهدنة لمدة ستة أشهر'.
وكشفت عن رسالة عاجلة وجّهها مبارك إلى نظيره الأمريكي جورج بوش، يحثّه فيها على التدخل لإقناع إيهود أولمرت بعدم إفساد هذه المساعي.
وكانت مصادر سياسية إسرائيلية، ذكرت أمس الاثنين أن حكومة إيهود أولمرت ترفض في هذه المرحلة استقبال وزير المخابرات المصري عمر سليمان.
وقالت المصادر إن الحكومة الإسرائيلية طالبت بتأجيل زيارته المرتقبة إلى البلاد إلى ما بعد الاحتفالات بيوم ما يسمى 'استقلال' إسرائيل.
وأوضحت أن هذا القرار يأتي للتعبير عن التحفظ الإسرائيلي على اتفاق التهدئة مع الفصائل الفلسطينية خاصة وأنه لا يضم ملف الجندي الأسير جلعاد شاليط، وبزعم 'ضمان عدم تهريب الأسلحة من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة'.
وكان من المقرر، أن يقوم سليمان بزيارة إلى إسرائيل، بهدف عرض اتفاق التهدئة، الذي توصلت إليه مصر مع الفصائل الفلسطينية، على المسئولين الإسرائيليين، بهدف إقناع سلطات الاحتلال بقبول التهدئة.