دعا الرئيس محمود عباس الى حوار وطني شامل لتنفيذ المبادرة اليمنية بكل عناصرها كما قررت ذلك القمة العربية في دمشق إنهاء ظاهرة الانقسام الوطني.
وقال في خطاب هام للشعب الفلسطيني بمناسبة ذكرى عدوان الخامس من حزيران مسا ءاليوم، انه سيتتحرك على المستويين العربي والدولي لضمان الدعم والتأييد لهذا التوجه، بما يعيد لشعبنا وحدته الوطنية التي تشكل ضمانتنا الأقوى لاستعادة حقوقنا الثابتة في تقرير المصير والعودة وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وانه نتيجة لهذه الجهود وتتويجاً لها سيدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة.
وطالب السيد الرئيس الأسرة الدولية بالتدخل لوقف الحصار الظالم عن أهلنا في قطاع غزة، داعيًا الامة العربية إلى التحرك على الصعيد الدولي، لرفع هذا الحصار الذي يشكل جريمة حرب ضد شعبنا الفلسطيني.
الى ذلك شدد السيد الرئيس على ان اللقاءات والمفاوضات التي تجري بين فترة وأخرى، إنما هي مناسبة لنؤكد فيها على ثوابتنا لتحقيق السلام الشامل والعادل، ولنبدد أوهام الجانب الإسرائيلي حول القدس الشريف وحول كل وجود استيطاني في أرضنا الفلسطينية ولنضع المجتمع الدولي أمام مسؤلياته.
وفيما يلي نص خطاب الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
في ذكرى عدوان الخامس من حزيران 67، وجدت لزاما علي أن أخاطبكم وأصارحكم حول مجمل القضايا والمواقف التي تحتل مركز الصدارة لدى شعبنا الصامد في وطنه وفي مخيمات اللجوء والشتات، وفي سجون الاحتلال ومعتقلاته.
وبداية أود أن أؤكد لكل أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية أن مرور الوقت والعقود على احتلال أرضنا لن يجبرنا على التخلي أو التنازل عن شبر واحد من هذه الأرض الطيبة التي قررت القمم العربية المتلاحقة، وكذلك المجتمع الدولي ومجلسنا الوطني الفلسطيني أن نقيم فوقها دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وليس أمام إسرائيل إن أرادت الأمن والسلام إلا الانسحاب الكامل والشامل من الأرض الفلسطينية والعربية حتى خط الرابع من حزيران 67.
إننا مع السلام الشامل والعادل، لكنه لا يمكن أن يتحقق السلام والأمن بحراب الاحتلال وجرافات الاستيطان. وإن القرارات الإسرائيلية بضم القدس وبناء المستوطنات فيها وفي الضفة وجدار الفصل العنصري هي باطلة ولاغية ولا يمكن أن يقوم سلام على أساسها.
إن سياسة فرض الوقائع الاستيطانية بقوة السلاح لن تجدي نفعاً مع شعبنا الفلسطيني الذي لن يتنازل عن قدسه الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويؤكد تمسكه الكامل بحقوقنا الوطنية الثابتة وبحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين حسب القرار 194.
وعلى الجميع أن يكون على ثقة بأن اللقاءات والمفاوضات التي تجري بين فترة وأخرى، إنما هي مناسبة لنؤكد فيها على ثوابتنا لتحقيق السلام الشامل والعادل ولنبدد أوهام الجانب الإسرائيلي حول القدس الشريف وحول كل وجود استيطاني في أرضنا الفلسطينية ولنضع المجتمع الدولي أمام مسؤلياته.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
وإنني من هنا أدعو الأسرة الدولية إلى التدخل لوقف الحصار الظالم عن أهلنا في قطاع غزة، وأدعو أمتنا العربية إلى التحرك على الصعيد الدولي، لرفع هذا الحصار الذي يشكل جريمة حرب ضد شعبنا الفلسطيني.
وإنني هنا أحيي أهلنا الصامدين في أرض الوطن في الضفة والقطاع والقدس الشريف وفي الشتات، وأؤكد لهم أننا نبذل كل جهدنا وصولاً إلى التهدئة ورفع الحصار عن قطاع غزة.
واسمحوا لي أن أعلن لكم قرارنا الوطني الصادق والذي يعكس حرصنا على وحدة وطننا وشعبنا وفي سبيل رفع الظلم والحصار الواقع على أهلنا.
لقد جاء هذا القرار بعد سلسلة متواصلة من الاجتماعات واللقاءات في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومع القوى والفصائل الوطنية وحظي بإجماع الجميع وكلنا أمل أن يشكل هذا القرار أرضية مشتركة وصفحة جديدة في حياتنا الوطنية.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة
انطلاقا من الحرص على وحدتنا ومستقبلنا الوطني الواحد، وتجاوباً مع العديد من الدعوات الصادقة الفلسطينية والعربية والصديقة التي تدعو إلى إنهاء الانقسام وإعادة الأوضاع في قطاع غزة إلى ما كانت عليه قبل 13 حزيران 2007، فأنني أدعو إلى حوار وطني شامل لتنفيذ المبادرة اليمنية بكل عناصرها كما قررت ذلك القمة العربية في دمشق، وذلك لإنهاء ظاهرة الانقسام الوطني الذي ألحق أفدح الضرر بقضيتنا والمزيد من المعاناة لشعبنا في غزة والذي يُشكل خطراً أكيداً على مشروعنا الوطني في الاستقلال والحرية.
ومن أجل إنجاح هذا الحوار الوطني فأنني سأتحرك على المستويين العربي والدولي لضمان الدعم والتأييد لهذا التوجه، بما يعيد لشعبنا وحدته الوطنية التي تشكل ضمانتنا الأقوى لاستعادة حقوقنا الثابتة في تقرير المصير والعودة وإقامة دولتنا المستقلة.
ونتيجة لهذه الجهود وتتويجاً لها فإنني سأدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة.
واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ستعمل معي على توفير كل الظروف الملائمة لإنجاح هذا الحوار الذي نأمل أن يعيد اللحمة والوحدة ورفع الحصار الظالم عن شعبنا وحماية وتعزيز نظامنا السياسي ألتعددي الديمقراطي ومشروعنا الوطني.
والسلام عليكم ورحمة الله