بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس ..
كلمات لا بد منها
د. محمد المصري
الأخ الرئيس ..
- كثرت السهام المصوبة تجاهكم وتجاه حركة فتح عندما تأكد خبر عقد المؤتمر السادس للحركة، مؤتمر الشعب الفلسطيني بكل قواه ومناضليه، سهام حاولت استهداف شخصكم وبعض الإخوة القادة، جاءت من القريب والبعيد من الأخ والعدو، سهام من كل حدب وصوب، لم لا ؟؟ فالمؤتمر ليس بالشيء العابر وليس بالهين فهو المحطة الأهم في تاريخ النضال الوطني، وهو الأهم في الظروف الصعبة والثقيلة التي تمر بها القضية الوطنية الفلسطينية.
- ما يجري بمثابة حرباً مفتوحة على فتح وعلى شخصكم وعلى قادة الحركة، حرباً استخدمت فيها كل الأسلحة بدءاً من التصريحات الكاذبة مروراً بالإعلام وبعض الفضائيات، إنها الحرب التي تنتصر فيها لفتح ووحدتها ولملمة صفوفها بعد التركة الثقيلة التي ورثتموها، ستنتصر بفتح على كل الخصوم والأعداء والحاقدين، وستعود فتح لتكون الناظم للعمل الوطني الفلسطيني بكل عناوينه من المفاوضات إلى المقاومة.
- الأخ الرئيس .. الزاهد بالحكم الشفاف الصادق الواضح، كلمات ليست مني وحسب فلقد سمعتها من الشهيد الرنتيسي رحمه الله، قال ذلك وصرح به للإعلام.
- الأخ الرئيس .. القيادة في فهمك تكليف وليس تشريف مهمات وأعباء، ففي كل سنين عمرك النضالي لم يسجل عليك يوماً نهمك وحبك للرئاسة أو القيادة، دائماً تتعفف عليها لكنها تأتيك لأنك أهل لها بثقة الناس وثقه الإخوة في قيادة الحركة الوطنية وحركة فتح.
- تعرضت كثيراً في مسيرتك إلى بعض السهام والكثير من التجريح لكنك دائماً كنت أكبر من خصومك وأكبر من سهامهم وخناجرهم تتعالى على الجراح وتخرج دائماً منتصراً بصبرك وحكمتك وبعمق تفكيرك وثقتك بنفسك وبعملك وبأهدافك، من هنا الأخ الرئيس نعلق نحن أبناء الشعب الفلسطيني عليك الكثير من الآمال لإنقاذ الوضع الفلسطيني .
- إن مؤتمر فتح ولملمة صفوفها وإعادتها إلى قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية بداية الأمل وبداية الطريق نحو تحقيق الأهداف، فمن الصعب انتزاع حقوقنا ومحاربة أعداءنا وصد السهام دون ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي، فالمؤتمر هو الأهم في هذا الطريق فهو وبحق يثير غيض الأعداء وأمل الأصدقاء، ولأهميته هذه الحرب الضروس وهذه الهجمة المنسقة والمخطط لها ولا غريب أن تتقاطع المواقف المتناقضة تجاه المؤتمر، فالإعلام الإسرائيلي وبعض الكتاب الإسرائيليين وبعض الصحف الدولية الواقعة تحت تأثير السيطرة الإسرائيلية بدأت بحملة التشهير وتلفيق الأكاذيب لتكون دليلهم على توجيه الطعون وتشويه المواقف، لأنه مؤتمر القضية الوطنية مؤتمر سيدفع إسرائيل لدفع استحقاق المفاوضات من خلال وجود الشريك القوي الذي يزعج القيادة الإسرائيلية التي تعمل على إضعافه .
- البيت الفتحاوي المنظم والقوي قوة للشعب الفلسطيني وقوة لمواجهة الأعداء وقرباً لتحقيق الأهداف وحلاً لكل المشاكل الوطنية، فهو الذي سيدفع باتجاه المصالحة وهو الذي سيعيد منظمة التحرير إلى قوتها ونفوذها ويعيدها لتكون بيتاً جامعاً للكل الفلسطيني في الداخل والخارج، وهو الذي سوف ينظم العلاقات الوطنية من جديد على أسس أخوية ووطنية تكفل للكل الوطني من المشاركة في صنع القرار الوطني ويساهم في تعزيز الوحدة الوطنية، ويعيد للشعب الفلسطيني هيبته وللقضية الفلسطينية حضورها ودعمها .
- المؤتمر الوطني الفلسطيني الفتحاوي الناجح وهو كذلك نتيجة للتحضيرات الطويلة والترتيب المنظم والإعداد الجيد سوف يعني تعزيز قوة مؤسسة الرئاسة ومواقفها في مواجهة الصلف الإسرائيلي ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على الوطن الفلسطيني من بناء الجدار العنصري والاستمرار بناء المستوطنات التي تلتهم التراب الوطني يوماً بعد يوم، إلى قوة وصلابة موقف المفاوض وانتزاع التأييد الدولي والاقليمي للموقف الفلسطيني الداعي لوقف الاستيطان وتحديد جدول زمني لانتهاء المفاوضات.
- المؤتمر كما هو اجتماع للكادر الفتحاوي فهو اجتماع لقلوب الناس المتلهفين لعقد المؤتمر والداعين لنجاحه، فهو يا سيادة الرئيس أمل الناس ورغبتهم في رؤية فتح قوية ومعافاة مما لحق بها من أمراض وما مرت به من مطبات ومنعطفات كادت تعصف بالحركة وتاريخها وبالمشروع الوطني برمته، لكن لحضورك ووقوفك على رأس العمل السياسي الفلسطيني والفتحاوي يعطي الأمل ويمنح الطمأنينة، فالثقة بمواقفك وزهدك ونزاهتك وتجربتك وما مر به شخصكم من مواقف صعبة يمني النفوس ويطمن القلوب بنجاح المؤتمر، كيف لا ! وأنت الأحرص على وحدة الوطن، وغزة هي الأحب إلى قلبك، حيث كنت وما زلت تردد " بدون غزة لا يوجد لنا وطن ".
الأخ الرئيس
شعبنا يتطلع إليك وكما عودته بان تكون للكل الفلسطيني، فأنت الشرعية الفلسطينية وصورة الوطن الصادقة، احرص على فتح بكل ألوانها، حيث فتح ذات اللون الواحد هي ضعيفة أياً كان هذا اللون، وإن فتح التي حرصت على التعددية في الساحة الفلسطينية، كانت وما زالت قوية بتنوعها، وهذه فتح التي ستنقظ وضعنا وهذه فتح بقيادتكم التي نتطلع إليها.