غزة-دنيا الوطن
نظم مركز الفن الحديث، في مقره في قرية الرينة داخل أراضي 1948، الليلة الماضية، أمسية تذكارية، للفنان العربي السوري الأصل المصري الجنسية فريد الأطرش، بحضور عدد من محبي فنه في حياته وبعد رحيله عن عالمنا سنة 1974.
وافتتح الأمسية الكاتب الأديب ناجي ظاهر، بكلمة جاء فيها إن هذا النشاط الثقافي هو الثاني لمركز الفن في القرية، وأن اختيار إدارة المركز لفريد الأطرش لأن يكون مدارا لاهتمام خاص، لم يكن صدفة، فقد أردنا أن نقول للعالم العربي المحيط بنا، إنه هو عمقنا الثقافي، وإن ثقافتنا هي مساحة لا تنفصم عراها عن مساحته ثقافته العامة، مضيفا أن الأمسية جاءت لإنصاف فنان استحق الاهتمام ولم يحظ بما هو أهل به من اهتمام.
ووعد ظاهر بأن تتواصل النشاطات الثقافية بكثافة أكبر، وأن تقام بين الحين والآخر نشاطات ثقافية بهدف إغناء الحركة الثقافية في القرية.
وتحدث عن الأطرش، فذكر انه سوري من مواليد عام 1915، وتوفي في العاصمة المصرية القاهرة عام 1974، بعد أن ملأ الدنيا أفلاما وأغان، وشغل الناس.
ولفت ظاهر إلى أن الفنان الأطرش اتصف بميزتين جديتين يمكن الإشارة إليهما، إحداهما انه عزف فأبدع ولحن لنفسه فنقل ما شعر به تماما وكما أراد وأحب، والآخر أنه ساهم في تقديم المقطوعات الموسيقية لأغانيه الطويلة بحيث انه مكن المستمع العربي من الاستماع إلى مقطوعات موسيقية صرف إذا ما أراد.
وأضاف يقول إن هذا الفنان ارتبط بعلاقات متنوعة مع أبناء عصره، مشيرا إلى أن علاقة خاصة ربطته بامرأة تجلس بيننا الليلة، هي مايا كازبيانكا، المغربية المقيمة في حيفا حاليا، واستدعى الظاهر بيانكا لحوار أجراه معها، ورد فيه أن بيانكا تعرفت إلى فريد الأطرش في باريس في الستينيات من القرن الماضي، وأنها قضت ثمانية أعوام معه، كصديقة مقربة، تلتها أربعة أعوام في علاقة حميمة.
واستذكرت بيانكا الأيام الأخيرة في وجودها إلى جانب الفنان الأطرش، قائلة انه حينما اضطرت لمغادرة علاقتها معه، أحست بان روحها انتزعت منها.
وشدت بيانكا بأغنية 'حبيبي سهرني أيام وليالي' فبكت وأبكت، وأغمضت عينيها وكأنما هي تغني لمن سهرها أياما وليالي، ما رفع من درجة الانفعال من قبل الحضور معها.
وإجابة عن سؤال وجهته إليها ياسمين مخلوف من الناصرة، عما إذا كان الأطرش أثر فيها كفنان ذي معرفة وباع طولى في الفن وأسراره، أجابت بيانكا قائلة إنها وضعت كتابا عن علاقتها الشخصية بفريد الأطرش، وإنها تفكر حاليا بتأليف كتاب عن علاقتها بالأطرش كفنان.
وقدم عدد من الفنانين بعدها عددا من أغاني فريد الأطرش، برز من بينهم الفنان عادل زكريا، ابن مدينة الناصرة، حين غنى ' هلت ليالي حلوة وهنية'، كما غنى شابان مغرمان، هما عصام سعيد وباسم حسن، أغنيتن لفريد الأطرش وهذان الشابان يقيمان في حيفا ويعشقان الأطرش وفنه، ووفدا إلى الرينة للمشاركة في أمسية لإحياء ذكره.
وكانت الفقرة الأخيرة عبارة عن مجموعة من الأغاني قدمها الفنان المغني مأمون زيود، من الناصرة، برزت من بينها أغنيتا 'أدي الربيع' و'لأكتب ع أوراق الشجر'.
وشكر الكاتب الظاهر في نهاية الأمسية، الفنانين: مأمون زيود، عود وغناء، مايا كازبيانكا غناء، عادل زكريا غناء، أحمد نداف اورغ، وليد عرار كمان، بشارة عرار ايقاع، وموسى إبراهيم عود، مشيرا إلى أنهم قدموا ما قدموه تبرعا، وموضحا أن هذه الليلة قد تكون الأولى أو الثانية، إلا أنها لن تكون الأخيرة لا في حياة المركز الجديد للفن ولا في حياة القرية.