ندوة حوارية عن اللاجئين الفلسطينيين: مطالبة بإعادة افتتاح مكتب منظمة التحرير لبنان – احسان الجمل .............. نظم مكتب الخدمات الصحافية والاعلامية (ميزوف) ورشة عمل سياسية في فندق سافوي في بيروت أول من أمس. وتركزت المناقشات على مسألة اللاجئين الفلسطينيين ومستقبلهم في ضوء تعثر عملية السلام.
وأشرفت على الورشة كرمة النابلسي استاذة العلوم السياسية في جامعة أوكسفورد وسفيان العيسى الأستاذ المحاضر في الجامعة نفسها، وحضرها نحو مئة شخص من الباحثين ورجال الاعلام وممثلي القوى السياسية الفلسطينية والمنظمات الشعبية والاتحادات المهنية وفاعليات من المخيمات في لبنان، فضلا عن بعض الناشطين في مجال حق العودة من لبنان وسوريا. افتتح الورشة مدير <<ميزوف>> هشام دبسي الذي رحب بالبروفيسورة النابلسي وأثنى على جهدها ومشروعها الذي يهدف الى تطوير قنوات اتصال وتواصل بين مختلف أماكن اللجوء. ثم تحدثت النابلسي عن غاية المشروع فرأت ان عملية السلام التي راحت تتعثر منذ عدة سنوات، لم تتح المجال للفلسطينيين ولا سيما في الشتات كي يعبروا عن آرائهم، ويشاركوا في صنع القرار. وأكدت النابلسي ان من المهم ان يعبر الفلسطينيون في لبنان عن آرائهم ومشاكلهم. وأشارت الى فلسطينيي العراق الذين يعانون أوضاعا صعبة خاصة أولئك الذين لا يمتلكون وثائق رسمية. ثم أبدى نحو 30 مشاركا آراءهم في الأوضاع الحالية التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من بينهم عدنان سمارة أمين السر للمجلس الثوري لحركة فتح الذي صادف وجوده في لبنان مع انعقاد هذه الورشة، وآمنة جبريل رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وصلاح صلاح عضو المجلس الوطني الفلسطيني وغيرهم أيضا. واللافت للانتباه ان الآراء تباينت وتعددت حيال بعض النقاط الحيوية ولوحظ ان البعض لم يبذل أي جهد في مناقشة الأسئلة المعروضة أمام المشاركين في ورقة مستقلة، بينما وصف البعض الآخر هذه الأسئلة بأنها مريبة وتهدف الى غايات بعيدة عن مصالح الشعب الفلسطيني، ما دفع فتحي أبو العردات (أبو ماهر) عضو المجلس الوطني الفلسطيني الى التدخل، فركز على حيوية التعدد في الآراء واختلافها، على ألا يؤدي الخلاف والتعدد في وجهات النظر الى الطعن في وطنية أي فلسطيني استنادا الى ما يفرضه من آراء، وقال: <<لا يمكن أيا كان تخوين أخيه الفلسطيني بسبب رأيه او مكان اقامته، وان ما يقوم به الفلسطينيون، كل في موقعه، هو البحث عن الأسلوب الأجدى لتطوير العمل الفلسطيني في سبيل تحقيق الثوابت الوطنية وفي مقدمها الدولة الفلسطينية المستقلة>>. واكد المسؤول الاعلام ي في حركة فتح ومنظمة التحرير احسان الجمل بأنه رغم المخاوف والاسئلة المشروعة التي طرحها بعض الاخوة، وهي قضية حيوية، إلا ان هناك قضايا طرحت تؤسس لحوار هادئ وهادف وبناء، ولا خوف من شفافية الموضوع ومن تبادل الاراء وتصارعها احيانا، ومجرد تسليط الضوء على قضية اللاجئين في هذه الندوة الحوارية هي نقطة ايجابية للتفاعل في ايجاد انجع الحلول والبحث عن اقتراحات للاليات التنفيذ. وان مما لا شك بل وغير قابل للنقاش هو شكل ومضمون المرجعية، فمهما تباينا واختافنا واجتهدنا، لكن كل ذلك يجب ان يبقى ضمن اطار منظمة التحرير كممثل شريعي ووحيد. في مجال آخر، شدد عدد من المشاركين على أهمية فتح النقاش في العلاقات اللبنانية الفلسطينية، وضرورة إعادة افتتاح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت ليكون مرجعا لتنسيق العلاقات بين الشعبين والتوصل الى حلول للمشاكل المتعلقة بالحقوق المدنية والاجتماعية للفلسطينيين في لبنان. وانتقد المسوحات والاستطلاعات التي تأتي مبرمجة للخروج في نتيجة مطلوبة مسبقاً من خلال مجموعة اسئلة توصل الى هذه النتيجة وكأن هناك اسقاط لحق العودة كأستطلاع الشقاقي. واختتمت النابلسي أعمال الورشة بالرد على أسئلة المشاركين، وخلصت الى الاستنتاج أن هناك اجماعا على ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الوطني للفلسطينيين أينما كانوا، وانه بقدر ما يتمكن اللاجئون من تحديد حاجاتهم ومطالبهم فإن موقع منظمة التحرير يقوى، وكذلك يقوى موقع اللاجئين أنفسهم في عملية التفاوض السياسية العسيرة. وبعد ذلك اقر المؤتمرون لقاءين عمل في كل من مخيم شاتيلا في بيروت وفي مخيم الرشيدية في الجنوب، وقد اقيما المؤتمران في اليوم التالي بحضور ممثلو القوى السياسية و جماهير فلسطينية وممثلو الاتحادات واللجان والنقابات الشعبية والمؤسسات . وجرى نقاش مسؤول خرج بعده المؤتمرون في اقتراحات وتصورات لكيفية الحل الممكن لقضية اللاجئين واجمع الجميع على ضرورة التمسك بالقرار الدولي 194 على اساس ان قضية اللاجئين هي قضية سياسية وليست اجتماعية وانسانية تبحث عن حلول انسانية.