قطعنا شوطا كبيرا في الحياة وتغيرت لدينا مفاهيم كثيره وأعدنا وضع أسس مختلفه تتناسب مع متغيرات العصر ورغم هذا لازلنا عاجزين عن قبول بعض المفاهيم والتي عبثا نحاول تحديثها وتغير نظرتنا اليها !!
ولأن المنطقي والغير منطقي كلاهما يخضع لقوانين نحن من وضعها ,,ولأن كل مافي حياتنا في حالة تغير
ولا أقصد بـ (كل)الثوابت
فالأرض هي الأرض والسماء هي السماء والحياة هي الحياة تلك ثوابت
والمتغيرات هي نحن فقط
نحن من يغير في العصر
فالحياة ماكانت لتتغير لولا بحثنا وفضولنا ,,طموحنا هو ما وسع دائرة المعرفه لدينا ...وبمعرفتنا تلك واكتشافاتنا غيرنا من اتجاه تفكيرنا (ماكان لم يعد يرضينا واستبدلناه بما أصبح ....والذي أصبح لدينا إما سنبني عليه حياة أو سنهدمها //فمعرفتنا واكتشافاتنا سلاح ذو حدين //)
ومن جهه أخرى لو طبقنا هذا الكلام على حياتنا
فنجد أن القسم الذي ابتدع (ولست أدري لم استخدمت هذا المصطلح !!!)التغيرات وجد ببساطه أن الانسان يجب أن يتطور ففكر واكتشف ثم حدّث ووضع أسس / أصول حديثه لتلك التغيرات ,,,القسم الثاني انقسم فئتين فئه أولى تقبلت ما ابتدعه القسم الأول وتماشت مع العصر الحديث أما الفئه الثانيه استنكرت ذلك وانتقدت التغيرات / التحديث وبقيت متمسكه بالأصول/العادات ,,,
والعادات هي ما يخيطه لنا مجتمع أو ربما أسره ونجبر على ارتدائه دون أدنى مناقشه منا أو اعتراض فهي تصنف لنا ماهو _عيب _
وليس ((حرام))لأنه ليس تشريعات بل عادات لا أكثر ,,
(عيب تقول كذا أو عيب تلبس كذا !!!
وهذا ما أسميه _ ظلم اجتماعي _ وسلب لحقوق الأفراد تحت شعار (عادات وتقاليد العائله أو المجتمع )
ماذا لو كانت نظرتنا ظالمه لبعض الأشياء التي تسرعنا في الحكم عليها ووضعناها بخانه لا تناسبها !!
مبادئنا ... اتجاه تفكيرنا ..احتياجاتنا ..متطلباتنا والتي لم تعد تتماشى مع معطيات العصر
بعض القرارات بات من الصعب انتهاجها فهي تشبه ثوبا صغيرا ضاق علينا ارتدائه لأننا باختصار وببساطه كبرنا..... واستعصى علينا ارتداء ما يخاط لنا !!!
_ قد تكون سابقا هي من ارتدتنا ,,كنا أصغر فلم يُسمح لنا بالاعتراض !!! _
وكما يقال (الضرورات تبيح المحظورات )
هناك محظورات في الحياة وجب علينا اباحتها واستخدامها لأجل ضرورات العيش
سؤال:
كيف لنا أن نحدّث من مبادئنا وأسس تربيتنا برضا كل الأطراف (طرف أول :باقٍ متمسك بالعادات والتقاليد ومباديء متوارثه منذ أجيال عديده
طرف ثاني :تمرد هذا الطرف على جيله واستعصى عليه الرضوخ والقبول بما يمليه عليه مجتمعه فحدّث من مبادئه دون أن يبال بنظرة الطرف الأول (نظرة عدم رضا)!!)
فمثلا أطفال هذا الجيل لم تعد ترضيهم الاجابات البسيطه على أسئلتهم والتي أحيانا كثيره ما تكون تعجيزيه !!
ذات أمسيه وقبل النوم
الأم: سأحكي لك قصة ليلى والذئب
الابن: لا مللت تلك القصه لأني اكتشفت أنانية الجده
الأم :كيف تقول عن جدة ليلى أنها أنانيه وهي من حذرتها من اللعب بالغابه لأن الذئب قد يهاجمها ..
الابن: الجده لم تٌرد لـ ليلى اللعب بالغابه كي لا تكتشف روعة الغابه وجمالها وتستبدل ليلى قضاء عطلة نهاية الاسبوع بالغابه بدل من منزل جدتها الممل !!!
الأم :كيف تقول ذلك عن منزل الجده ؟؟؟؟ليلى تحب اللعب مع جدتها لأن الجده تحكي لها القصص والحكايا وتحضر لها الكعك المحلى
الابن: لا أبدا ليلى لم تحب يوما منزل الجده بل حلمت دائما باستكشاف الغابه الساحره والتمتع بعبير أزهارها واللعب مع الفراشات والأرانب ولكن الجده أنانيه أخافت ليلى من الغابه وقتلت حلمها في الاستكشاف والبحث لأنها تخاف أن تتركها ليلى ولا تعود لزيارتها بعد أن تكتشف عالم آخر ..
يوما ما ستعرف ليلى مدى سذاجتها ومدى أنانية الجده ...
والان أقرئي لي قصة( كونان ) على الأقل هو ليس ساذجا كعمه الأحمق رغم أنه طفل الا أنه أكثر ذكاء وفطنه من عمه !!!
الأم سأكتفي اليوم بما قصصته علي وغدا سأبحث عن مجموعه قصص جديده ربما تخاطب عقل أطفال اختلفوا في هذا العصر عن عصر سالف !!!..
ذاك الحوار بين الام والابن عجبا كيف استطاع طفل أن ينظر للجده من زاويه أخرى !!وكشف عن نوايا خفيه لم تراها ليلى ولم نراها نحن!!!وغيره الكثير من الأطفال يعجز الأهل عن ايجاد اجابات شافيه على أسئلتهم..
ربما شخصيات تلك القصه تجسد شخصيات أخرى بواقع كل منا
فمثلا ..
الجده ولأنه معروف عنها أنها الأحن على الحفيد والأكثر حاجه لقربه لها فهي تتمسك به كثيرا خوفا من أن تفقده وتبقى وحيده.....مثلا (يمكن تكون نظرتي شريره (:
ممكن تجسد الجده الأسره المتمسكه باصولها والتي لا تقبل أبدا بأي محاوله لتحديثها
الأم قد تجسد هنا الفئه المصلحه لأن الأم مدرسه ومربيه للجيل فربما جسدت الفئه المصلحه التي تحاول الموازنه بين المتغيرات و الأصول
الابن قد يجسد الفئه المتمرده اكثر ,الطامحه بمعرفة المزيد وغزو كل الطرق للاكتشاف.. فهي قبلت بالتغير وترغب بالمزيد
ليلى هي الفئه المسالمه الراضخه الراضيه بكل الأثواب,, تقبل دون نقاش وتسلم بأي قرار يتخذ بالنيابه عنها فهي مستهلِكه ليس الا
الذئب هو الحياة وبلا شك... مجهولة نواياها لا نملك أن نتوقع ما ينتظرنا منها بل وليس بالضروره أن تصيب توقعاتنا ...
مخرج أخير ..
من أين يجب أن يبدأ التغير ؟
كيف نوفق بين العادات التقاليد المباديء و عصرنا الصاخب المتمرد !!!
كيف نقنع أنفسنا أولا ثم أطفالنا بما يجب ,,,وبما لا يجب !!!
وما يصح ومالا يصح
هل فعلا باستطاعتنا اعادة النظر ببعض العادات والتقاليد وتحديثها ؟؟أخذين بالاعتبار اختلافها من بلد لآخر ..