الدكتور عمر قشطة فى حوار صريح جداََ :
الهيئات الرياضية فقيرة إداريا ومهنيا وفنيا
أم المشاكل.... هى تداخل الصلاحيات وجهل المسؤوليات
الانتخابات تخضع لحسابات خارجة عن المفاهيم الادارية والفنية
استثناء الشهادات والمؤهلات من شروط الترشيح .. تعنى ادارات جاهلة
شبابنا يتجهون الى هجرة جديدة ... صناعة وطنية
الرجوب شخصية قوية فى صنع القرار.... ويلزمه مجموعة استشارية مؤهلة
يجب سحب ترخيص عشرات الأندية وتحويلها الى مراكز شباب
حاوره _ غازى غريب
بالعربى الفصيح .. الدست ما بيركبش الا على ثلاثة .. حتى لو كان اللى جواه مرقة لحمة أو مرقة عدس .. اللحمة هيه الـتأهيل الفنى .. والعدس هو فقدان هذا التأهيل .. وطبعا فاقد الشىء لا يعطيه.. والمقصود يا سادة يا كرام هو المنظومة الرياضية عامة .. والكروية خاصة .. دست هذه المنظومة يركب على ثلاثة قوائم أساسية تتركز فى ثلاث جهات ادارية وفنية ومنشآتية وأخرى مساندة اعلامية وجماهيرية .
وفى حالتنا الرياضية الفلسطينية .. اختلط الحابل بالنابل .. وعلى حسب الريح ما يودى الريح.. ما يودى.. وياه أنا ماشى..ماشى..ماشى ولا بيدى .. لا استراتيجية واضحة .. ولا تخطيط سليم .. وانما ارتجالية ..انفعالية... واحيينى اليوم وموتنى بكرة.
وفى المجالات الادارية وهى الأهم .. نجدها غير مؤهلة حيث الادارة فن وعلم ودراسة .. مش قوة دراع .. وتسلق بالنفاق والرياء .. ونمو بعلي .. زى الخبيزة اللى بتطلع على جنب الطريق أيام المطر .
وبالطبع بينها تنبت حشائش وأشواك ضارة.
وعلشان الاعلام مجرد كلام .. قلت اعمل قعدة مع أولى العلم والاختصاص .. علشان نحط النقاط على الحروف .. بالظبط زى ما حصل اليوم وصاروا يحطوها على أهوائهم وزى ما همه عايزين .. الجيم صارت خاء.. والباء ضاعت نقطتها وصارت صينية فت.
والدكتور عمر قشطة .. الأستاذ فى كلية الترية الرياضية بجمعة الأقصى.. عنده كلام كثير.. مباشر من غير تحوير.. ومش عايز تأويل ولا تفسير.. ياللا هات اللى عندك يا دكتور..
خلينى أكمل مقدمتك الحلوة ونبدأ بالادارة اللى الناس عندنا مستهينين فيها.. ومش مهم عندهم مين يكون ومين ميكونش .. واذا كان من المهم اصلاح وتطوير وتأهيل القاعدة الرياضية الواسعة.. فان من الأهم أن تتولى هذه المهمة قيادة واعية ومؤهلة مهنيا واداريا..وأساس الادارة هو صنع القرار فى الزمان والمكان المناسبين .. والادارة الناجحة هتى التى تضع لها أهدافا محددة قابلة للتنفيذ حسب الامكانيات المتاحة وتنفيذا للوعود التى طرحتها أمام جمعياتها العمومية سواء فى الاتحادات أو الأولمبية أو الأندية بعيدا عن المشكة المتمثلة فى أشخاص تتوارثهم الأجيال.
وتداخل الصلاحيات هو ام المشاكل فى ظل غياب قانون للريضاة والشباب.. والمعروف أن لكل هيئة رياضية عملها وصلاحياتها وواجباتها فالوزراة مسؤولة عن الأندية وقطاع الشباب والطلائع وتفقد اعتبريتها وقوتها اذا تخلت عن أداء واجباتها الداعمة لمن هم تحت مسؤولياتها وتصبح مجرد "فاترينة عرض" .. الوزراة نظام رسمى سياسى تنفذ سياسات الدولة .. ويجب أن ترافقها مسؤوليات رسمية داعمة مثل التربية والتعليم العالى والصحة والأشغال العامة.. حيث الرياضة منظومة متكاملة.. تتكون من الجهة المسؤولة مسؤولية مباشرة والجهات المساندة .. التربية والتعليم يجب أن يكون لها أنشطتها الرياضية من الابتدائى حتى الثانوى.. والصحة لتوفير الرعاية الحية والطب الرياضى المطلوب..والوزارات الانشائية لتوفير وتطوير المنشآت الرياضية ..حيث لا تستطيع الانديه بمفردها وفي ظل تواضع امكانياتها المادية من احوال ومنشأت ان تتحمل مسؤليات اعداد اناشئ الرياضي حيث هيا ايضا مسؤلية الوزراة التى تمارس حقوقها دون ان تقدم واجباتها كاملة .
وخلاصه القول وبالعربي الفصيح (الحمل اذا اتفرق بنشال ) .
اما اللجنة الاولمبية فان مهمتها هي تطبيق الميثاق الاولمبي الدولي والخاص بالدورات الاولمبية والقاريه والمشاكرات الخارجيه اللي تتم تحت علم الميثاق الاولمبي وهي تشرق فنيا واداريا على الاتحادات وتوفير الموازنات المطلوبة والاطلاع على البرامج والخطط ومن استراتيجيات محددة وقابله للتنفيذ.. ونعود مرة تانية الى الجهات الرسمية سواء وزارة الشباب والرياضة او الجهات الوزاريه المساندة التى عليها واجب المشاركة الفعالة في اعداد البطل الاولمبي الذي يبدا اعداده وتدريبه منذ العاشرة او اقل من سن العاشرة كما ان اعداد البطل الاولمبي القادر على حصد الميداليات يحتاج الى موازنات ضخمة اذا اردنا ان يكون تمثيلنا الاولمبي تمثيلا فعالا وليش تحصيل حاصل او وجود شرفي ..
يعني صناعه البطل الاولمبي تتطلب زمنا لا يقل عن عشر سنوات متتاليه ويجب ان تنشئ المصنع الاداري والفني مثل صناعه البطل التي تتطلب مفهومي اجودة والتدريب والجودة في الادارة الرياضية ..
والاتحادات الرياضية جميعها لها الدور الاساسي في اعداد البطل الاولمبي سواء في الالعاب الجماعية او الفردية وهذه ايضا تتطلب ووجود ادارات فاهمة وواعية وخبيرة في تخصصاتها الادارية والفنية ..
وللاسف الشديد فان الانتخابات عندنا في كافه منظومة الادارة الرياضية سواء في الاتحادات او الاولمبية او الاندية لا تفرز انتاجها المناسب وفي معظمها تخضع لحسابات خارجه عن المفاهيم الادارية والفنية المطلوبة ... وتنحصر القوائم في كل مرة في دائرة مغلقه من الاسماء والشخصيات المحترمة والمتعطشة للمناصب .. واللي يفوته قطار الاولمبية .. مكانه موجود في الاتحادات .. واذا ملوش نصيب مكانه محفوظ في فرقة الصهبجيه .. وادينى أه .. يا لا لا للي .. ويا ترا لا لا للي ...
المنظومة الرياضه اساس عملها هو الادارة التى كلما قلنا مجالات عملها صنع القرار وتوجيهه نحو التنفيذ من خلال التخطيط السليم والتنظيم الرسمى والتوجه والرقابه والمتابعه من خلال التقييم والتقويم في كافه مراحل العمر ..
اين نحن من هذا كله ؟؟
اعتقد جازما اننا ما زلنا في سنه اولى ادارة وما زالت امامنا سنوات طويله حتى نصل الى المراحل العليا .. مع وجود عراقيل وحواجز والفردية في العمل واتخاذ القرار .. وشطب الجديد للقديم .. وتجاهل الطاقات والكوادر العلمية .. واكبر دليل اننا ما زلنا في المنطقه الرمادية من الادارة الرياضية فاجعه استثناء الشهادات العليا من شروط الترشيح .. والمصيبة الاكبر عدم اشتراط شهادة الثانوية العامة .. يعنى ادارة جاهلة .. اذا سافرت ممكن تروح محطة قطار بدل المطار ...وكمان رجعت تاني نغمة المجلس الاعلي للشباب والرياضة بدلا من الوزارة ويستمر الجدل القائم بين خمسة عشر سنة سابقة .. وكان الشهيد القائد ابو عمار يردد دائما ان وزارة الشباب والرياضة هي وزارة الدفاع الفلسطينية "" والحدق يفهم "" ..
ومن السهل صياغه وتشريع القانون الرياضي الذي يحدد طبيعه عمل وحقوق وواجبات الهيئات الرياضية ولكن كيف نطبق هذا القانون في ظل غياب الرجل المناسب في الكان المناسب خاه ان توزيع المهام والمسؤليات والاختصاصات القائم حاليا لا يعتمد على اللمؤهلات العليا المطلوبة دائما وتعتمد على مسميات سهلة ابرزها ان فلان خبرة او مناضل ..
وحالنا هو كحال المريض المصاب بالصداع وبدلا ان تحويله الى طبيب الباطنه يكون مجبرا على طبيب النساء والولادة او يمكن ما يلاقيش قدامه الا طبيب بيطري ...
وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم نهضة رياضية قائمة على الخصخصة والتسويق وعولمة الاعلام والاعلان .. وانهاء القوانين واللوائح البالية .. وتطوير خطط تتناسب وطبيعه التقدم العلمي والمهني .. فان الحال عندنا يقول بافضلية اغلاق كليات التربية والرياضة ولا نجعل ابناءنا يتعلمون التخصص الرياضي حيث لا مكان لهم داخل المنظومة الادارية والفنية لان الدخول اليها يتم فقط بالواسطة ومؤهلات اخري ليس لها علاقه بالتربية الرياضية .. واذا كانت خجرات الشعب الفلسطيني السابقه قد تمت بالممارسات الصهيونية الاحتلاليه .. فان شبابنا الان يتجهون الى هجرة جديدة صناعه وطنية ...
نعم .. يمكن الجمع بين منصبي رئاسه الاتحاد والاولمبية حسب القانون الموجود حاليا .. يحق لكل اتحاد ان يرشح مندوبا عنه لانتخابات الاولمبيه ولكن هل يستطيع عضو اللجنة الاولمبية ان يحاسب اتحاده خاصه ان كام اتحاده هو اول المقصرين ؟
لايعقل ان يتولي وزارة الشباب والرياضه وزير بعيد كل البعد عن الرياضه همومها واستحقاقاتها .. تحت حجة ان المنصب السياسي .. ولماذا لا تراعى هذا السياسة في الوزارات الاخري .. حيث لا نري ان وزير الصحه متخصص في الطب والتعليم كذلك ..اما وزارتنا للشباب والرياضه فمنذ اول وزارة عند قدوم السلطة لم يعين لها اي وزير متخصص ولذلك لم نشاهد اي انجازات رياضية تذكر على مدى عقد ونصف من الزمان .. لماذا في المغرب اختارو البطله الاولمبيه نوال المتوكل وزيرة للشباب والرياضه ؟ ولماذا في مصر يتراس المهندس حسن صقر جهاز الشباب والرياضه ؟.. لانه لاعب دولي سابق واداري في ناديه قبل ان يكون وزيرا ...
الاخ جبريل الرجوب شخصيه قوية تستطيع العمل وصنع القرار دون تردد ولكن يلزمه مجموعه استشاريه اكاديمية رياضية متخصصه ..
اذا صلحت الادارة الرياضية في الاولمبية والاتحادات والاندية سيكون من الطبيعي ضمان النجاح في اختيار وتفعيل الاجهزة الفنية والادارية والاعبين في المنتخبات ..
اللاعبون المعتزلون يشكلون مشروع مدربين وحكم واداريين للمستقبل ولكن بعد اجتيازهم للدورات العلمية والفنية وهذه مسؤوليه الاولمبية والاتحادات بدعم كامل من اوزارة .. والمشكلة هو عدم وجودتنسيق بين الجهات الرياضية والطاقات المؤهلة والقادرة على توفير المعلومات والبحث العلمى واساسيات التدريب وتخطيط الاحمال التدريبيه من خلال العمل المباشر او اعداد وتنفيذ الدورات التأهلية المطلوبه ..
تحويل بعض الاندية الى مراكز شباب او انشاء مراكز شباب جديدة مع توفير الامكانيات الماليه ومجالس الادارات المتخصصه هو هدف مطروح للتغلب على مشاكل اعداد وتدريب الاعبين في المراحل السنية المختلفه بعد القصور الواضح في تحقيق اهدق سواء الرياضية المدرسية او الاندية ..
امامنا وقت طويل ان تصل الاندية الى التمويل الذاتى سواء عن طريق الخصخصة او الاستثمار الاعلانى والتسويق وستظل تعتمد على المعونات والمنح والصدات .. وكيف نطلب من الوزارة الدعم المالي للانديه وهيا اصلا جهة تستحق المعونة والصدقه ..
ولماذا تتجه الوزارة في طلب المعونات الخارجيه نحو انشاء المنشأت الرياضية ؟ ولماذا لا تطلب من الجهات المانحة توجيه هذه المنح نحو تنمية القوة البشريه الرياضيه والتدريب واعداد الادة والكوادر الادارية والفنية سواء في الداخل او الخارج ..
اذا اردنا ان نبدا مرحلة تطوير العمل الرياضي فانه يجب على الوزارة اولا ان تسحب ترخيص كل نادي لا يملك ملعب او صاه العاب ولا يملك فرق رياضيه في المراحل السنية المختلفه .. ولماذا تتعام الجهات الرياضية المؤولة مع الاندية الكبيرة التى تملك مقومات النادي بنفس التعامل مع انديه لا تملك من الاسم الا اسم النادي ومقره المستأجر سواء مخزن او دكانه ...
للاسف الشديد ما زال هدف جميع مشاركاتنا الخارجيه في جميع الالعاب مجرد التمثيل المشرف وتحقيق النتائج الا اذا انطلقنا من ارضية صلبه هنا من الوطن قوامها الادارة المؤهلة المتخصصة اولا التى تستطيع ان تضع الخطط الادارية والفنية وتنظيم الفعاليات والمسابقات واختيار الموقع الملائم والمناسب للرجل حسب مؤهلاته الاداريه والفنية وليس حسب اعتبارات خارجه عن المفهوم الرياضي