المشاركة في الحياة
وليس من شك في أن من واجب الزوج أن يشارك زوجته في عمله ، يحدثها بمشاكله ، وتحدثه بمشاكلها ، ويشد كل واحد منهما من ازر الاخر ، مشجعا مطمئنا ...
اذا ليس هناك من عمل لاتستطيع المرأة أن تساعد زوجها فيه ، سواء بالرأي أو بالتشجيع ، كما ليس هناك من مشكلة تتعرض لها المرأة الاكان باستطاعة الزوج مساعدتها في حلها فليتعاون الزوجان معا ، وليحاول الزوج ان يتفهم روح امرأته وأن يرشدها لما فيه خير البيت ، وهذه العناية منه بشؤونها ومشاكلها خليقة بأن تغمرها بالسعادة ، فتؤمن بحبه وتقديره ، وتصبح ابدا مستعدة لكل تضحية بطلبها منها .
ويفول {{ البرت مول }} في كتابه {{ العلم الجنسي }} طبعة سنة 1912 :
{{ تقوى الرابطة بين الزوجين وتتوثق حين تجد المرأة نفسها قادرة على مساعدة زوجها في عمله .. وحين تكون هذه المساعدة بناءة بارعة ، ولو أتت بطريق غير مباشر..
{{ مثل هذه الحالات تخلق الزواج السعيد .. خصوصا بين صغار التجار حين تشارك المرأة زوجها عمله التجاري ، أو بين الفنانين حيث تساهم المرأة في العطاء والبديت ... من تشجيع ومساندة }}
ما قدمته من آراء هؤلاء الكتاب اوافق عليه واؤيده وازيد ان باستطاعة الزوجة عمل الكثير لتجنيب الحيات الملل وبعث المرح فيها ، كأن تحاول ألوانا مختلفة من الهوايات البريئة ، وأن تقنع زوجها بمشاركتها فيها ..
تستطيع مثلا مشاركة زوجها في قراءة كتاب أو تقوم بقراءته له ، أو تشاركه في جلسة أو محاضرة أو حفلة موسيقية أو تصف له ما حضرته منها في أسلوب شيق مرح ، تحول تفكيره عن عمل النهار ، وتنسيه همومه ومشاكله ، وعلى الزوج في الوقت نفسه أن يراعي ويقدر اهتمام زوجته براحته ، ومحاولاتها الدائمة تجنيبه الارهاق والملل والتفكير المتواصل ..
قد يبدو الجهد الذي وصفناه تافها هينا .. ولكن هذه المحاولات تنعش الحياة الزوجية وتلينها وتطريها ، واهمالها يهدمها ويحطمها ، وفي هذه الحالات يحسن بالزوجين ان يراعيا اللياقة والكياسة في فهم الحالات الروحية ، لكل منهما ... والقاء الكلمة المناسبة في الوقت المناسب ، ودفع الحديث في السبيل الذي يرضى ويسر ، مثل هذا الطريق وحده جدير بالمحاولة ، وخليق ان بساعدهما على ارتقاء الجيل السعيد الذي يجدان الفردوس المنشود فوقه ..
والواقع ان الانسجام بين الزوجين هو القبلة والمصلى للسعادة الزوجية ، وهو السبيل الذي يجنبهما التباعد الفكري والروحي ، ويقرب الواحد من الاخر ...
ومن الامور التي تحفظ الود وتقويه وتغديه هذه المشاركة المتبادلة
في الهوايات المختلفة ... كحب الزهور وزراعتها في حديفة البيت ، وجمع الطوابع ، والاستماع الى الموسيقى ، والالعاب الرياضية ، ولعبة الشطرنج أو هواية السياراة ... وكل ما من شأنه ان يقرب ولا يبعد .
ومهما تنوعت رغبات الزوجين وهواياتهما ، فان هناك شيئا يفوق ، كل هذا لا يدانيه غيره ولا يساويه ، وهو حب الاطفال ورعايتهما ، هؤلاء الاطفال الذين شاركا في انجابهم ، وهي رابطة لاتفوقها رابطة ، ومن تجاهلها كان ابدا من النادمين ...