لا تزال الحفلة الأولى التي ستشهدها العاصمة اليمنية بعد إنشاء "هيئة الامر بالمعروف" في البلاد، تخضع لـ "الدراسة" من قبل لجنة المتابعة بالهيئة، التي سبق أن اعتبرت إقامة الحفلات الغنائية سبباً لـ "نشر الفاحشة والرذيلة ودغدغة العواطف".
وقال العضو البارز في الهيئة، الشيخ حمود الذارحي، لـ "العربية.نت"، إنه، بشكل عام، "إقامة هذه الحفلات لا يجوز شرعاً، ونحن نحمّل الحكومة المسؤولية الكاملة تجاه ما حدث". وفيما أكد الذارحي أن الهيئة لم تتوصل بعد لقرار محدد حول السماح بالحفل، من عدمه، إلا أنه اعتبر أن "استدعاء فنان هو أهون كثيراً من استدعاء راقصة، تثير الفتنة بالمجون والتعري"، مسمياً بعض الفنانات العربيات اللواتي وصفهن بـ"الماجنات".
وأضاف: مازلنا نتدارس أمر إقامة مثل هذا الحفل مع لجنة المتابعة بملتقى الأمر بالمعروف، وإبلاغ السلطات "باعتبارها الجهة التنفيذية لتفادي وقوع المنكرات".
وحتى قبل إصدار "الهيئة" رأيها بشأن الحفل، الذي يفترض ان يحييه المغني المصري ايهاب توفيق، أكد مصدر مقرب من الشركة المنظمة لـ "العربية.نت"، تلقي العديد من رسائل التهديد، سواء عبر الاتصالات الهاتفية أو الفاكس، لمطالبتهم بإلغاء الحفل المفترض إقامته مساء الخميس 24-7-2008. وأشاء المصدر إلى أن توفيق نفسه تلقى تهديدها بتعرضه للخطر، سواء عبر فاكسات أو رسائل تم إيصالها إليه. ولفت المصدر، الذي فضل عدم كشف هويته، أن التهديدات بلغت حد تمزيق اللوحات الإعلانية التي تدعو للحفل، والمنتشرة في شوارع صنعاء، خلال الأيام الماضي.
ورغم رفض مدير الشركة المنظمة، عمار الضاوي، توضيح التهديدات التي تم توجيهها للحفل، تحت مبررات عدم إثارة ضجة قد تساهم في بث الخوف والرعب، إلا أن المنظمين فضلوا عدم الإعلان عن بدء بيع التذاكر، لتفادي أية خسائر مادية يمكن أن تنتج عن إلغائها فجأة.
وسبق أن ألغى المغني المصري تامر حسني حفلاً غنائياً، كان يفترض ان يحييه في تعز، جنوب صنعاء، إثر حملة شنها خطباء المساجد ورجال دين متشددين بتحريمها. وهو ما كبّد الشركة المنظمة خسائر مادية، بعد بيع آلاف التذاكر للحفل، قبل إلغائها.
يذكر أن التنظيم القاعدة في اليمن كان قد هدد الفنانة السورية اصالة بالقتل فبيل قدومها لاحياء حفلاً فنياً في عدن جنوب اليمن. وقالت نصري أنها أصيبت بالرعب حين وطأت قدماها مطار عدن، بسبب الهستيريا التي أصابت أولادها وأمها وتحذيراتهم بتعرض حياتها للخطر بعد تهديدات تلقتها عبر البريد الإلكتروني وأخبار نشرتها وسائل الأعلام.