غزة-دنيا الوطن
نقلت صحيفة القدس الفلسطينية تقريرا عن بي بي سي نيوز الامريكية تقريرا يشير الى قيام اسرائيل بنقل عملاء لجهاز الشاباك التجسسي الاسرائيلي للسكن في سديروت.
وقال التقرير : "في حربها على الفلسطينيين، لا تستخدم إسرائيل فقط القوة العسكرية، فالدولة العبرية تعتمد اعتمادا كبيرا على الاستخبارات، والتي غالبا ما يتم تقديمها للأجهزة الأمنية من قبل عملاء فلسطينيين أو ما يطلق عليهم بالمخبرين أو المتعاونين.والسؤال هو: ماذا يحدث لهؤلاء عندما تصبح حياتهم في خطر وينكشف أمرهم؟
في السنوات الأخيرة انتهى المطاف بعدد كبير من المتعاونين من قطاع غزة للإقامة في مدينة سديروت الإسرائيلية التي تقع شمال القطاع. وقد تعرضت تلك المدينة، أكثر من أي مكان آخر في إسرائيل، لقصف الصواريخ التي يطلقها مسلحون فلسطينيون من غزة. وهذا سبب آخر يجعل المتعاونين يقولون إن الحياة ليست سهلة. صياد، وهو أحد المتعاونين، حصد النجاح الذي حققه في دوره مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. فهو يملك سيارة بي أم دبليو بيضاء.
ويملك صياد بيتا مفروشا بأثاث أنيق فيه غرفتا نوم مستقلتان لابنيه الصغيرين.
وفي غرفة المعيشة التي يوجد فيها جهاز تلفزيون كبير قال صياد لي وأمامنا المرطبات والقهوة إن ما يعيش فيه هو حصاد عشر سنوات من التجارة في الحديد الخردة والانشاءات منذ أن ترك غزة. وقبل ذلك ولمدة عشرين عاما عمل صياد لدى الإسرائيليين مخبرا.
ويقول صياد إنه أمد "الإسرائيليين بمعلومات بين الفترة الممتدة من عام 1977 وحتى عام 1996".
ويضيف: "هذا هو السبب الذي جئت من أجله إلى هنا. وهذا هو السبب الذي جعلهم يمنحونني الجنسية ويعطونني بطاقة هوية."
ويقول صياد إنه أنقذ أرواحا إسرائيلية عبر المعلومات التي مررها لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
ويضيف أن ترك غزة منذ عشر سنوات وذلك عندما أصبح بقاؤه فيها خطرا على حياته. لكنه اضطر إلى أن يترك خلفه معظم أسرته.
هؤلاء الناس ساعدوا قوات الأمن الإسرائيلية في التخلص من حماس وأعداء إسرائيل. وبدون مساعدتهم لتأثر مستوى الاستخبارات الإسرائيلية. وأنا أعتقد أنهم يستحقون أن يأخذوا حقوقا أكثر من الإسرائيلي
ناتان شرايبر
ومنذ ذلك الحين أطلق النار على أحد أبنائه وسجن الآخر، انتقاما منه.
ولم تسمح السلطات الإسرائيلية له بأخذ أسرته كلها من غزة وقد ترك ذلك الأمر في نفسه مرارة.
ويتذكر صياد إنه عندما كان يطلب من الاسرائيلين سيجارة، كانوا يعطونه علبة كاملة بها عشرون سيجارة، لكن "الأمور تغيرت الآن. فالآن يحبون فقط أن يأخذون ولا يعطون شيئا في المقابل. يتصرفون كالخنازير."
ويقول صياد إنه على علاقة طيبة مع جيرانه. لكن ليس كل من في سديروت سعيد بوجوده هو وزملاؤه من العملاء السابقين.
باطيا كتار تعمل في ورشة لتصليح السيارات تقع على أطراف المدينة.
وهي أيضا رئيسة لجنة الآباء التي تعنى بالأمن في سديروت.
وتصر باطيا على أن عدد الصواريخ التي تطلق على المدينة من قطاع غزة ارتفع منذ أن أقام المتعاونون من الفلسطينيين في سديروت. وتقول باطيا إن المتعاونين سعداء بسقوط الصواريخ على سديروت وأنها تشاهد "السعادة وهي بادية في وجوههم مع جيرانها."
وتقول باطيا: "كلما سقطت صواريخ القسام على سديروت، أشاهد متعاونا سابقا يرقص. لماذا؟ لو كان يريد العيش هنا ويريد مساعدة إسرائيل فلماذا يرقص طوال الوقت؟".
لكن ناتان شرايبر، المحامي الذي يمثل 80 فلسطينيا وعائلاتهم من الذي يقيمون في سديروت، يقول العكس تماما.
فوفقا لشرايبر فإن واحدا من عملائه، والذي ماتزال عائلته تقيم في غزة، قال له إن على الجيش الإسرائيلي أن يمسح المناطق التي تطلق منها الصواريخ من على سطح الأرض.
ويقول شرايبر إن المتعاونين لديهم "جميع الحقوق الممنوحة للمواطن الإسرائيلي العادي. فهؤلاء الناس ساعدوا قوات الأمن الإسرائيلية في التخلص من حماس وأعداء إسرائيل. وبدون مساعدتهم لتأثر مستوى الاستخبارات الإسرائيلية. وأنا أعتقد أنهم يستحقون أن يأخذوا حقوقا أكثر من الإسرائيلي."
وقد أخذ ناتان شرايبر حجته إلى المحكمة العليا الإسرائيلية وذلك في محاولة منه لتحسين المعاملة التي يتلقاها المتعاونون.
وفي غضون كل ذلك يقول صياد من منزله المجهول المكان والذي يقع على طريق رئيسي في سديروت، إنه يعيش حياة عادية ويحاول ألا يلفت إليه الانتباه.