على الرغم من تشديد الاحتلال الإسرائيلي للحصار على قطاع غزة وبقي القطاع يفتقر طوال السنين الماضية إلى الرياضات البحرية إرتات مجموعة من الشباب الفلسطيني من هواة البحر وهذه الرياضة إلى تشكيل أول اتحاد فلسطيني للشراع في فلسطين منذ 2006 بجهود ذاتية واستطاعوا أن يستثمروا طاقاتهم ويسخروا إبداعهم ليصبح الحلم حقيقة...وللاطلاع على المزيد من أنشطة وفعاليات الاتحاد كان لنا هذا اللقاء مع رئيسه وعود على أرصفة الزمن
وعلى صعيد الدعم المفترض من قبل المؤسسات الوطنية أوضح "الكباريتي" انه بادر وبعض الأشخاص المهتمين بهذه الرياضة بالتوجه إلى اللجنة الاولمبية الفلسطينية ووزارة الشباب والرياضة وطرح عليهم فكرة تشكيل اتحاد الشراع وكيف انه من الممكن إن ننمي هذه الرياضة ونشارك باسم فلسطين مستقبلا، موضحا أن رد فعلهم كان مشجعا وبشكل ايجابي وقدموا لنا الوعود بالمساعدة بقدر ما تسنح الفرصة، إلا انه لغاية اليوم لم نلمس أي شيء من هذه الوعود، فكلها وعود لم تتحقق، مضيفا: لجأنا في إحدى المرات إلى اللجنة الاولمبية الفلسطينية ووزارة الشباب والرياضة لمساعدتنا في الحصول على تذكرة طيران لحضور إحدى المؤتمرات تتعلق بهذه اللعبة لكنا لم نلاقي أي دعم يذكر.
الحاجة أم الاختراع
وفيما يخص الإمكانيات المادية المتوفرة لممارسة هذه الرياضة أوضح محفوظ الكباريتي انه تم العمل بالمجهود الذاتي البحت فقط، فقد كنت امتلك عدة قوارب صيد قديمة جدا"عمرها الافتراضي انتهى" وكانت تنقصها بعض القطع الهامة وبحثنا عن قطع بديلة من خارج فلسطين فهناك بعض القطع الهامة التي تتحمل ملوحة المياه وضد الصدأ غير متوفرة في فلسطين ، حاولت احضرها من عدة دول ولكن مشكلة المعبر كانت الأساس من ثم اضطررنا لتصنيعها ذاتيا بغزة ونعيد صيانتها، و إعادة بناء هذه القوارب وصيانتها بشكل جيد واحتاجت إلى مجهود ليس سهلا، ورغم ذلك نجحنا بإعادة بناء ثلاثة قوارب بشكل جيد ومارسنا عليها التدريبات وتعليم الأولاد، وبدأنا ننشر الرياضية ونحبب الأطفال والهواة على ممارستها.
اتحاد بلا مقر يهدد سلامة القوارب
وأعرب عن استيائه لعدم وجود مقر دائم ورسمي للاتحاد الأمر الذي يهدد سلامة القوارب، كونها مكلفة والمطلوب حمايتها من العابثين والمتطفلين وأشعة الشمس والأطفال العابثين، لان الشراع جزء كبير منه يتكون من القماش وممكن أي طفل عابث يمزق هذا القماش، ولا يوجد ماكينات خاصة لخياطة هذا القماش، كما أن القوارب المحلية المتوفرة من النوع المطاطي التي يتم نفخها نعاني من تعرضها للثقب، فالمادة الخام التي من المفترض أن نعالج بها هذه الثقوب غير متوفرة في الأسواق المحلية واضطررت إلى تحويل المادة هذه إلى مادة من نوع صلب "الألياف الزجاجية "فايفر جلاسس" حتى لا يتعرض لثقوب أخرى ويتحمل أي عوامل بحرية، وفي السياق ذاته أوضح أن الاتحاد كان بحاجة ماسة لقارب من نوع اولمبي وحاولنا نوفره لأنه الأكثر شعبية على المستوى العربي ومستوى العالم ، إلا أن الأمور تعثرت ولم نتمكن من إحضار قارب اولمبي ارتأيت إلى فكرة أن نرمم قارب قديم بجهود ذاتية، ونجحنا مضيفا: انه كان أخر انجاز على مستوى القوارب، فبنينا هذا القارب الاولمبي من نوع ليزر وهذا القارب فردي يمارس عليه الرياضية رجال وسيدات من سن 16 وقمنا بتجربة القارب جربنا في البحر و هو الآن جاهز للتدريب في الفترة القادمة، مضيفا: كانت لدى الاتحاد غرفة في منطقة ميناء غزة سابقا لمدة سنتين إلا انه خلال الأحداث المؤسفة التي حدثت في غزة حزيران 2007 تعرضت للسلب والنهب.
صدى اللعبة
وأكد الكباريتي أن هذه الرياضة لاقت استحسانا كبيرا من الشباب ومن الهواة ومحبين الرياضة، خاصة التزلج على الأمواج لا يحتاج إلى تكاليف، حيث يتمكن الهاوي من استخدام لوح من مادة خفيفة مصنعة تطف على سطح الماء بسهولة لكنه يحتاج إلى أمواج عالية للاستمرار، مشيرا إلى أن الاتحاد بدأ ينسق لهم الأنشطة وتم استقطاب عدد كبير من الشباب و المتبرعين الداعمين لهذه الرياضة حيث جمعوا لهم ألواح تزلج وأرسلوا لهم ملابس خاصة للمياه، مضيفا انه بدأنا ننشر هذه الرياضة بكل بحسب ما تسنح الظروف، من اجل اجتذاب اكبر عدد من الناشئين الشباب لاستثمار أوقات فراغهم خاصة الإجازة الصيفية بدلا من أن يقضيه على البحر يدخن النرجيلة ويصطاد سمك بطريقة مضرة بالبيئة وياخد سموم النباتات ويلقي بها في الماء بالتالي يقضي على الثروة السمكية.
التدريب وأصوله
وفيما يخص التدريب على الشراع أكد الكباريتي على أن الشراع يحتاج إلى الفهم النظري أولا من خلال التعرف على حالة الرياح، فلابد من قائد قارب الشراعي يعرف خط سيره بشكل سليم، مثلا يوجد علامة على الشاطئ وموجه من الريح واتجاهه فبذلك يستطع أن يختار خط سيره ، مشددا على أن التدريب النظري مهم إلى جانب توفر أدوات الشراع ، فالشراع بالنسبة للقارب مثل المحرك للسيارة، فهذا الشراع والدفة هو الكنترول على السرعة وتوازان الشخص له دور كبير في مواصلة الهاوي ركوبه الشراع، وطاقم الشراع فردي وآخر زوجي وهناك أكثر من اثنين إلى عشرين شخص، لافتا إلى انه في بداية أي تدريب يبدأ المتدربون باستخدام القارب الصغير يسمي" الاوبتومست" قارب دولي هو الخطوة الأولى للملاحة البحرية يتدرب عليه ثم ينتقل بعد ذلك إلى قارب الليزر ثم إلى اليخوت الكبيرة، معتبرا أن أكثر شعبية وأول اثنين أساسيات هو قارب الاوبتومست للأطفال من سن 8-16 سنة ثم من 16 ما فوق قارب الليزر،
وأكد قائلا : نحن نفتقر لوجود منطقة خاصة برياضة الشراع على شاطئ البحر ولا يوجد الا منطقة ميناء الصيادين لكنها تعاني من التلوث نظرا لركود المياه فيها وانتشار قوارب الصيد العشوائية ، ولا يوجد أرصفة وبنفس الوقت نجد التحكم في الشراع ليس كالتحكم بالقارب بمحرك ، فالقارب بالمحرك توجه حسب ما تريد أما القارب الشراعي ليس يوجد به موتور وتعتمد على الشخص نفسه.
ومؤسسه السيد محفوظ الكباريتي
الفتيات دون استثناء
وشدد الكباريتي انه من خلال الاتحاد قررنا الاهتمام بالفتيات وتتسيب بعضهن فلا فرق بين الذكر والانثي في ممارسة هذه الرياضة ومن حق الفتاة أيضا أن تمارسها فيما يتناسب مع مجتمعنا الإسلامي وعاداته وتقاليده بحيث إذا كانت الفتاة لديها القدرة و تسيطع أن تمارس ركوب الشراع فليكن ونحن كاتحاد نرحب ونشجع هذا الاتجاه واعتبر أن الفتاة في مجتمعنا مظلومة بهذا الاتجاه ولم تاخد حقها كما يجب منها الاحتلال وأثره على الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي والأفكار السلبية السيئة من قبل المجتمع تجاهها ،لافتا إلى أن دول مثل إيران كدولة إسلامية تمارس هذه الرياضة ومجال ركوب الشراع ودول إسلامية أخرى هناك ملابس خاصة بما يتفق مع القيم والمبادئ والإسلام، مضيفا : انه عندما كان يتم إنزال القوارب إلى البحر كانت بعض الفتيات مشاركات لمخيم منتدى شارك بعمر16 يطلبوا أن يركبوا القوارب فنظرا لعدم وجود تنسيق مع أهلهم كنا نعتذر ونقول لهم أن العمل سيترتب وهذه السنة نسقنا العلاقة بمنتدى شارك بشكل شخصي أن نعطي بعض الدورات المتعلقة بالرياضيات البحرية والتجديف للمهتمين والمهتمات لبعض الشباب والفتيات.