--------------------------------------------------------------------------------
يقال ان حاكما ظالما كان يسرق من قوت الشعب ليزيد ثروته ونفوذه. ابتلاه الله بولد طيب القلب محب للشعب يخاف من اكل مال غيره ، ويخجل من سرقة مال الناس. كبر الحاكم في السن وكان لابد له ان يسلم الحكم لابنه. لكن خوفه من ان لا يستطيع الولد اكمال مشواره الظالم جعله خائفا من تسليم ابنه الحكم.
فجاء الحاكم الى ابنه وقال له: اعلم انك من بعدي ستغير نظام الحكم كاملا. ولكني سأعرض عليك صفقة لن ترفضها، اسلمك الحكم الآن لو قبلت بذلك. وما هو الشرط يا ولدي العزيز قالها الامير بكل حيوية ونشاط. فاجابه والده: ما عليك الا ان تجني 10 دراهم لوحدك كمتسول في طرقات المدينة. تردد الامير كثيرا في بداية الامر،فكر في نفسه كلها 10 دراهم لاغير اجنيها واعود فورا، وما عزائي الا انه لن يعرفني احد سأكون متنكرا في ملابس متسولين.
وفاق الامير وبكل سرور اتفقا ان يكون مساء الغد هو موعد الصفقة. في مساء اليوم التالي جاء الامير لوالده اشعث اغبر يبدو في عينيه الق غريب . قال الحاكم هل نجحت في جمع الدراهم العشرة ، اجاب الامير بل جمعت 20 درهما. فرح الحاكم كثيرا قل لي كيف فعلت ذلك؟ اجاب الامير في الصباح بدأت مشواري بكل خجل في كل مرة كنت ادنو منها من احد المارة اشعر بعدم القدرة على فعل ذلك. حتى مر بي احدهم فرمى لي بنصف درهم وكذلك من بعده شخص آخر بنصف آخر، فجأة شعرت وكأن شيء انفجر في رأسي لثاوني بسيطة شعرت بالالم ولكن بعد ذلك لم اعد ابالي في الطلب من الآخرين حتى جمعت 20 درهما.
ابتسم الحاكم وقال لولده يا بني الآن استطيع ان اسلمك الحكم من بعدي وانا قرير العين. اتعلم لما؟ اجاب الامير باستغراب كلا. حسنا قال الحاكم... لان ما شعرت به من انفجار في رأسك كان عرق الحياء، فقد طق عرق الحياء لديك وهكذا اعلم انك ستكمل الطريق من بعدي.
يبدو ان الحكومة الاردنية الآن قد طق عرق الحيا عندها فقبل سنين كان بيع المؤسسات الحكومية او ما يسمى بالخصخصة شيء يطلب على حياء وبكل براءة اما الآن فصارت على عينك يا تاجر...
وكعادتي ااكد طبعا ليس ذما في الوطن ولا ذما في المواطن ولكن لاني بحبك يا وطن رح بحكي اللي في قلبي