سحب الستار بكل هدوء لتنير الشموع تلك الأمسية وتلمس تلك الأنامل أوتار العود لتعزف على قلوب الحضور وأمام ذلك العازف المتمرن على مداعبة أوتار العود, واقفة سيدرا تغزل بثوبها الأحمر ووشاحها الذي يلف أكتافها لوحة عشق من العصر السابق الذي قد ولى وهرب , فبدأت سيدرا بصوتها ذات البحة الحنونة تخاطب ذلك العود بلوحتها التي اعتادت أن ترسمها بخيالها مع عاشق كاد أن يكون مجهول في الواقع , وفجأة سكت العود عن العزف وبدأت أنفاس الحضور تتعالى و المكان يزداد دفء رغم البرد القارص وتلك الشموع التي كادت أن تنطفئ مع نسمات الهواء إلا أنها ازدادت شموخا رغم تلك النسمات,فنظرت سيدرا إلى ما يجوب حولها إذا بفارس يدخل على هذه الأمسية بفرسه الأبيض وذات الشعر الناعم , ويضع ذلك الفارس على عيناه لاصق , فهبط عن فرسه إلى تلك الأمسية بخطوات متأنية وتزداد ثقة , وإذا به يمسك بلوحة سيدرا ويمزقها قطع صغيرة ويطلب من هذه الوريقات الصغيرة مداعبة الهواء, وقام بسحب ذلك الوشاح الذي يحميها من البرد في ذلك المكان ووضع بدلا منه تلك الوردة الحمراء بين خصلات شعرها , وطلب بصمت قاتل أن تداعب هذه الوردة خصلات شعرها بكل رفق وآمان ودفء , وطلب من العازف إعادة العزف ولكن على وتر قلبين فقط. عندها بدأت الشموع تخفت إنارتها إلى أن أصبحت اقرب إلى غروب الشمس وأصبح الحضور وكأنهم جسر تتراقص عليه سيدرا وذلك الفارس وبين رقصات سيدرا القلقة إذا به يرفع ذلك اللاصق عن عيناه إذا وبه ذلك العاشق المجهول الذي رسمته سيدرا في خيالها البسيط, وفجأة أصبح المكان أكثر برودة وبدا الجسر يتماسك أكثر وأكثر وهبت نسمة رقيقة أذابت الشموع عندها أيقنت سيدرا أنها وصلت إلى جسر الآمان وأغفت على كتف ذلك الفارس وهى متيقنة يوما أن حلمها سوف يتحول يوما إلى واقع مهما قست عليها الدنيا والبشر .
اهداء الى :-
من يدفعونى الى بر الأمل والسعادة أهلى فى دنيا الوطن
فتحياتى اليهم