أهمية البحث والحاجة اليه
خطت العملية التدريبية خطوات واسعة نحو التقدم فى عصرنا الحديث، استنادا الى استخدام أساليب التقويم والقياس، والتى كان لها أثر واضح فى هذا التقدم ودور بارز فى التشخيص، والتصنيف، والتنبؤ، والاختيار، والتوجيه، بل بلغ من أهميتها أن أصبحت أساسا هاما يعتمد عليها فى التخطيط للتدريب الرياضى، وأحد القواعد التى تستند عليها العملية التدريبية.
ويؤكد عصام عبد الخالق (1994) على أهمية التقويم فى التدريب الرياضى، ودوره الفعال فى البرامج، ومدى تحقيقه للأغراض الموضوعة، وأهميته فى معرفة مواطن الضعف فى الأفراد، أو فى البرامج، وتحديد مدى التقدم، وحالة الفرد التدريبية، وسماته وخصائصه الحركية، والعقلية، والاجتماعية.(3: 247)
وتعتبر الاختبارات المقننة وسيلة من وسائل التقويم فى المجال الرياضى والتى تعود على المدربين بفائدة كبيرة تمكنهم من رفع كفاءة العملية التدريبية.
ويشير محمد صبحى حسانين (1995) أن الاختبارات التى يتم بناؤها وتقنينها على عينات تمثل مجتمع المستفيدين، تعد أصلح من غيرها التى تم بناؤها وتقنينها على عينات تمثل مجتمعا آخر مهما بلغت درجة التشابه بين المجتمعين. (6: 181)
وتعتبر كرة السلة من الألعاب الرياضية التى استفادت كثيرا من استخدام أساليب التقويم والقياس، فقد أهتم العلماء، والخبراء، والباحثون بوضع وبناء اختبارات لقياس القدرات البدنية، والمهارات الأساسية فى كرة السلة.
ويعد التصويب فى كرة السلة من أهم المبادئ الأساسية للعبة، وتعتبر إصابة الهدف المحصلة النهائية للأداء، والعامل الحاسم فى تحديد نتائج المباراة.
وقد زادت أهمية التصويب بعد التعديل الذى أقره الاتحاد الدولى لكرة السلة، وبدأ فى تطبيقه عام 1986 ، والذى يمنح اللاعب بموجبه ثلاث نقاط تضاف الى رصيد الفريق فى حالة نجاحه فى إصابة الهدف من خلف قوس يمثل نصف دائرة قطرها 6.25 مترا مقاسه من الحافة الخارجية ومركزها النقطة الواقعة على أرض الملعب، والمتعامدة تماما مع الحلقة (1998)، الأمر الذى يدفع بلاعبى كرة السلة الى زيادة التدريب والمران على التصويب من جميع المسافات فى الملعب، كذلك من الزوايا المختلفة، وذلك للحصول على أكبر قدر من النقاط تضاف الى رصيد الفريق بصرف النظر عن مراكزهم فى اللعب، وأصبحنا نشاهد لاعبى الارتكاز ينجحوا فى إصابة الهدف من خلف قوس الثلاث نقاط ، ويمتعوا الجماهير ومشجعى فرقهم بهذا الإنجاز الذى يضيف ثلاث نقاط الى رصيد الفريق دفعة واحدة. وأصبح التصويب من بعد لا يقتصر فقط على صانعى ألعاب الفريق، والقاطعين فقط، بل امتد الى جميع المهاجمين فى الملعب على اختلاف مراكزهم. وبات هم المدربين وضع استراتيجيات هجومية تتماشى مع التطور الحادث فى اللعبة، وتساعد على منح أفضل الفرص للمهاجمين على اختلاف مراكزهم فى اللعب للتصويب على السلة من جميع المسافات،والزوايا المتاحة وفقا لمواقف اللعب.
وبعد الإطلاع على اختبارات كرة السلة الخاصة بالتصويب من خلال المراجع العلمية والأبحاث والدراسات السابقة مثل اختبار هاريسون Harison (1969)، واختبار أنتريم Antrim (1972)، واختبار جونسون ونيلسون Johnson and Nelson (1986)، واختبار كريازوجلو Kriazoglo واختبار أحمد أمين فوزى، واختبار محمد عبد العزيز سلامة (1986)، واختبار ليليتش Lelitch، واختبار الاتحاد الأمريكى للصحة والتربية البدنية والترويح AAHPER، واختبار جامعة لويزيانا للتصويب (1987)، واختبار دافيد ميللر David Miller (1998).
وجدت الباحثة أن معظم الاختبارات مصممة إما لقياس دقة التصويب من خلال منح المختبر عدد محدد من محاولات التصويب وحساب الناجح منها، والبعض الآخر مصمم لقياس سرعة الأداء، والتى تتمثل فى حساب محاولات التصويب الناجحة فى زمن معين، كذلك وجدت أن غالبية الاختبارات المصممة لقياس القدرة على التصويب من مسافة واحدة (قريبة أو متوسطة أو بعيدة) أو من زاوية واحدة (180ْ، أو 45ْ، أو 90ْ) مقاسه من مركز الحلقة.
كما وجدت أن نتائج هذه الاختبارات تصلح كمؤشرات تدل عل قدرة لاعبى كرة السلة على التصويب من تحت السلة، أو من الرميات الحرة، أو من التصويبات السليمة، أو من يمين ويسار لوحة الهدف، كل على حدة.
ومن خلال خبرة الباحثة فى مجال التدريب على المستوى المحلى والقومى، ومن متابعتها للعديد من المباريات المحلية، والدولية، وبعد تعرفها على الاختبارات السابقة واطلاعها على الأبحاث والدراسات المشابهة فى مجال كرة السلة وجدت أن تقييم لاعب كرة السلة فى التصويب يحتاج الى تطور يتمشى مع التعديلات الحادثة فى القانون، كذلك مع متطلبات الأداء فى اللعبة من حيث الدقة، السرعة، التحمل، والذى يفرض على لاعبى كرة السلة إجادة التصويب من جميع المسافات والزوايا المختلفة من الملعب مهما اختلفت مراكزهم فى اللعب، مع استخدام الأسلوب الحركى المناسب تحت الظروف والمواقف المتغيرة طوال زمن المباراة. وهذا ما دعا الباحثة الى تصميم اختبار لقياس القدرة على التصويب فى كرة السلة من خلال دقة وتحمل سرعة الأداء.
أهداف البحث
يهدف هذا البحث الى ما يأتى:
وضع اختبار لقياس القدرة على التصويب للاعبى كرة السلة.
تجربة الاختبار ليصبح وسيلة صالحة لقياس القدرة على التصويب من خلال دقة وتحمل الأداء من المناطق والزوايا المختلفة للاعبى كرة السلة.
مصطلحات البحث
حددت الباحثة مصطلحات البحث بصورة إجرائية على النحو التالى:
المنطقة القريبة من السلة: هى المنطقة التى تقع داخل نطاق المنطقة المحرمة من ملعب كرة السلة.
المنطقة المتوسطة من السلة: هى المنطقة التى تقع خارج نطاق المنطقة المحرمة ويحدها قوس الثلاث نقاط.
المنطقة البعيدة من السلة: هى المنطقة التى تقع خلف قوس منطقة الثلاث نقاط من ملعب كرة السلة.
دقة الأداء: القدرة على إصابة هدف كرة السلة بالأسلوب الحركى المناسب.
تحمل الأداء: القدرة على الاستمرار ضد التعب فى ظروف العمل الوصفى الذى يتطلب الأداء بسرعة متزايدة.
إجراءات البحث
منهج البحث
استخدمت الباحثة المنهج المسحى الوصفى.
عينة البحث
تضمنت هذه الدراسة عدة عينات من مجتمع الدراسة وفقا للغرض المحدد لكل مرحلة من مراحل البحث والتى يجئ ذكرها مع كل مرحلة.
الإجراءات الخاصة بوضع الاختبار
ت