قالت الشخصية المجسدة لرئيس الوزراء نادر الذهبي بأنها تفتخر بما حققته من إنجاز في نقل الأردن إلى العصر الذهبي, بحيث أنه "الوحيد من بين رؤساء الوزراء الذي استطاع أن يجعل سعر الخضراوات بسعر الذهب ".
جاء ذلك في حوارات هذه الشخصية التي قدمها نبيل صوالحة في مسرحية "يا بلاد العجايب" من تأليف نبيل صوالحة وحسن سبايله، وتصميم وإخراج نبيل صوالحه، وغناء نانسي بيترو. والتي قدمت مساء الجمعة الماضي بحضور كثيف ملأ قاعة وجوانب المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي، وقد استوحيت فكره المسرحيه من أجواء ومناحات اختيار البترا كاعجوبه عالميه، فاعتبرت أن ما تفعله الإدارة الأميركية في البلدان العربية من أعجب الأعاجيب، إذ أنها وبحسب مشاهد ولوحات المسرحية تعيث في هذه البلاد الحروب والدمار والحصارات، وتفرض أنظمة على شعوبها، وتعتبر هي كل ذلك نشرا للديمقراطية، وأن ما يحدث في لبنان يصنف باعجوبه أيضا، من خلال صراع الثقافات والمصالح، فلبنان الذي عرف بجماله وكرمه وثقافته هو نفسه في نفس الوقت سوق بطيخ سياسي ، حيث تعتقد كل بطيخه إنها احمر من الثانية .
وتصف المسرحية أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة اعجوبه فانتازية، من خلال انقلاب المقاومين للاحتلال على بعضهم، ومحاولة إنشاء دولتين وفي ذات الوقت ليس هناك مقومات أي دولة، وهناك الطرشان الذين يظن كل منهم أن سمعه مائة بالمائة.
كما واعتبرت المسرحية أن ما يحدث في واقعنا المحلي السياسي والاقتصادي والثقافي، يؤهلها لأن تكون بلد الأعاجيب، وهذا العنوان، أطلقه مؤلفا المسرحية عنونا لها، فمثلا عمر الأردن كدوله 86 سنه، ولكن تألفت خلالها 89 حكومة، منهم 13 رئيس وزراء على قيد الحياه، وبالرغم من أن الأردن اقل بلاد العالم في موارد المياه والثروات الطبيعيه إلا أنه، وبحسب حوارات الشخوص، يسكنه 5 ملايين مواطن، لا بل تذهب المسرحية إلى أبعد من ذلك في إثارة الدهشة الممزوجة بالسخرية الكوميدية، بأن الأردن هو البلد الفقير الذين وزراؤه يسوقون شبح وبعض شعبه يسوق همر 6000 سي سي. كما وتعتبر المسرحية أن صفوة الطبقات والحكومات والبرلمان يعيشون ويصرفون على حساب فقرائه ملايين وآلاف الدنانير، وخصوصا أنها على مظاهر فارغه او كرم طائش او سفريات تائهه، بحسب حوارات الشخصية التي يقدمها صوالحة نفسه، ومع كل ذلك فإن الحكومات تتفنن في خلق ورفع الضرائب وقريبا ستدخل في كتاب جينيس بعدد انواع وارقام الضرايب.
ولكن ليس المهم فيما طرحته المسرحية من الرسائل الآنفة الذكر، غير أن الأهم هو حضور الجماليات الدرامية في طرحها لغة مسرحية، والتي حققها فريق العمل باقتدار، ممثلين نبيل صوالحه، وحسن سبايله، ورانيا اسماعيل، ولارا صوالحه، ومحمود الحايك، غناء نانسي بتروا، والتوزيع الموسيقى والصوت لعلا مصري، وموسيقى الاورغ والمؤثرات لحازم خزوز، والإضائة لحسين فاشه، وديكور شيرين شلهوب.
وفي نهاية العرض, ووسط التصفيق المتواصل للجمهور ثمن صوالحة مدى اتساع هامش الديمقراطية في الأردن والذي من خلاله تترعرع الظواهر الحضارية فيه, والتي من أهمها مسألة انتعاش المسرح .
*خبرني - جمال عياد