بعد تهكمها بالسيد المسيح والسيدة مريم العذراء عليهما السلام عادت القناة الإسرائيلية العاشرة لتسيء للنبي محمد عليه الصلاة والسلام فتثير مجددا غضب فلسطينيي 48 الذين اعتبروا الاعتداء مدبرا.
فقد قام أحد المشاركين يدعى نتان بشيفكن في برنامج بثته القناة بتسميته أحد حذاءيه باسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسط ضحك مشاركات أخريات في البرنامج.
وفي أول ردود فعل لها أدانت بشدة الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح مسلك القناة العاشرة قائلة إن "نبح الكلاب لا يضر السحاب في علوها وارتفاعها لأنها فضلا عن أنها لا تسمعه فإنها لا تراه لأن الصغار لا يُروا من العلياء".
وأكدت الحركة في بيان أن الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسيح ابن مريم عليهما الصلاة والسلام ولأي نبي ورسول هي مساس بمشاعر كل مسلم على وجه الأرض. وتابعت "لكن هؤلاء الذين انسلخوا من إنسانيتهم ولم يعودوا يجدون للرجوع إليها سبيلا هم امتداد لتاريخ آبائهم وأجدادهم الذين آذوا الأنبياء والمرسلين حتى نبي الله موسى عليه السلام".
شرعنة الاضطهاد
واتهمت الحركة السلطات الإسرائيلية "بشرعنة الاضطهاد الديني والاعتداء على كل مقدس لدى كل من هو ليس يهوديا" قائلة "إنكم بهذه البذاءات وغيرها إنما تحاربون الأمة الإسلامية في دينها وعقيدتها وأنتم بذلك كمن يركب ظهر الأسد".
ورأى رئيس الحركة الإسلامية الشق الجنوبي النائب إبراهيم عبد الله في حديث للجزيرة نت أن "تكرار الإساءات يدلل على ما يبدو على أن القناة تقود عن سابق إصرار وقصد حملة منحطة وممنهجة تستهدف الإساءة للديانات السماوية ورموزها، تتجاوز فيها كل الخطوط الحمراء وتلعب بنار إن اشتعلت لن تبقي أخضر ولا يابسا وستضع المنطقة على كف عفريت".
وأضاف عبد الله أن "الإساءة للنبي محمد عليه السلام تعكس سيطرة ثقافة الحقد والكراهية". وربط بين هذه الإساءات المتتالية ضد رموز الإسلام والمسيحية وبين انتهاكات الحكومات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في أنحاء فلسطين خاصة في القدس الشريف قائلا "هنالك تأجيج متعمد واستخفاف مقصود برموز الإسلام والمسيحية".
تعميق الكراهية
بدوره أكد الأب سهيل خوري من طائفة الروم الملكيين الكاثوليك أن التعدي على الرموز الدينية تخطى كل ما هو مسموح ويعمق الكراهية والعداء بين الأديان في وقت تحتاج البشرية للتسامح والاحترام المتبادل.
وشدد على أن "الإساءة تعود على المسيء ذاته وعلى تربيته الدينية وقيمته الأخلاقية"، وتساءل هل الاعتداءات على مقدسات المسيحية والإسلام هي موجة جديدة ورياح تهب من أجل سياسة مدبرة أم تحقير لباقي الديانات؟ مشيرا إلى أنه في الحالتين الاعتداء خطير.
أما رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة فشدد على أن سكوت المؤسسة الرسمية على الإساءة المتعمدة للديانتين الإسلامية والمسيحية في القناة العاشرة هو موافقة وتأييد وتماش مع الأجواء العنصرية المتنامية.
وقال بركة إنه من الغريب جدا أن تعبر وزيرة الخارجية تسيبي ليفني عن قلقها من تنامي "معاداة السامية" في العالم دون أن تلتفت لما يتعرض له العرب في البلاد من عنصرية على أساس قومي وديني