مفكرة الإسلام: أثار سماح جامعة أكسفورد أمس الجمعة لامرأة مسلمة أن تؤم المصلين وتلقي الخطبة في صلاة الجمعة التي أقيمت في حرم الجامعة ضجة واسعة، وردود فعل وإدانة شديدة من جانب رموز الجالية الإسلامية في بريطانيا والعالم الإسلامي.
وأمت أمينة ودود، الأمريكية التي اعتنقت الإسلام قبل أكثر من 30 عاما، المصلين (حوالى 15 بين رجال ونساء) في مصلى بمركز اوكسفوردشير ماسونيك الإسلامي في مدينة أكسفورد البريطانية وألقت الخطبة في المجموعة المختلطة التي حضرت الصلاة.
وقد استنكر الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين هذه الخطوة واعتبرها "بدعة منكرة".
وقالت أمينة ودود لصحيفة "غارديان" في عددها لليوم السبت "لا شيء في القرآن ولا في الحديث يمنعني من القيام بذلك، والرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- قام بهذا الأمر بنفسه في عصره؛ حيث عين امرأة لأداء صلاة أمام جمع من النساء والرجال".
وأضافت "هذا الأمر ليس حركة إنه بكل بساطة حقيقة، هذا الأمر جزء من التقليد المعيوش في الإسلام، الإسلام لم يمت، من المهم أن تتحمل النساء البريطانيات المسؤوليات وأن تتمكن المرأة من إمامة المصلين".
وشاركت حفنة من النساء فقط في الصلاة أمس الجمعة في اوكسفورد في مستهل محاضرة لمدة يومين حول الإسلام والمرأة ينظمها مركز الدراسات الإسلامية في اوكسفورد.
وكانت ودود -56 عاما- التي تعمل أستاذة للدراسات الإسلامية بجامعة فيرجينيا كومنولث الأمريكية، قد أصبحت أول امرأة تؤم رجالًا ونساء في صلاة الجمعة في مارس من عام 2005م، وقد أقامتها وقتها في إحدى الكنائس الإنجيليكانية بنيويورك بعد أن رفضت المساجد استضافتها كما تلقت تهديدات بالقتل عندما أمت المصلين في نيويورك.
كما انتقد مختار بدري نائب رئيس رابطة مسلمي بريطانيا تلك الخطوة، قائلًا: "إن الصلاة شيء مقدس لا علاقة له بحقوق المرأة، وعلينا أن نقيم الصلاة بالطريقة التي أمر بها الله تعالى"، وأشار إلى أن أقصى ما تسمح به الشريعة في هذا الأمر هو قيام المرأة بإمامة صلاة غيرها من النساء، وشدد على أن الشريعة محددة للغاية في هذه النقطة.
وأضاف "إن القول بعدم جواز إمامة المرأة للصلاة وإلقائها خطبة الجمعة لا يعني الانتقاص من حقوقها"، وأضاف أن ذلك الأمر "ليس له أي علاقة بوضع المرأة في المجتمع".
وكان مجلس الحقوقيين المسلمين في أمريكا قد أصدر بيانًا بعد أن أمَّت ودود صلاة الجمعة في نيويورك في مارس 2005م، قال فيه: "هناك توافق في الآراء بالإجماع لكامل الأمة أن المرأة لا يمكن أن تؤدي صلاة الجمعة أو إلقاء الخطبة، وكل من يشارك في مثل هذه الصلاة تعتبر صلاته لاغية".
وقد قال المجمع: إنه لم يعثر قط في أي نص فقهي على أدلة تبيح للمرأة ذلك، ووصف ذلك بـ"الابتداع والهرطقة".
من جهة أخرى، قللت قيادات إسلامية أخرى في بريطانيا من هذه الخطوة؛ حيث قال أنس التكريتي عضو المجلس الإسلامي في بريطانيا: إنه لا يجب إعطاء الموضوع أكبر من حجمه، ويجب مناقشته في إطار محدود لا يدعمه إعلاميًّا.
وخرج عدد من النساء المسلمات إلى الشوارع في الجنوب الشرقي من مدينة أكسفورد، في مظاهرة احتجاجًا على خطوة آمنة ودود، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن ماريان رمزي، إحدى من شاركن في الاحتجاج قولها: "ما تفعله هي هو ضد الإسلام"، وأضافت في لهجة غاضبة: "أنا أختلف مع ذلك".
وقالت عائشة سماح إحدى الناشطات المسلمات: "نحن ليس لدينا اعتراضات على تولي مناصب رؤساء الدول، أو قادة تنظيم"، وأضافت: "المرأة في الإسلام تحظى باحترام كبير، ولكن في الشريعة الإسلامية فإن المرأة لا يمكن أن تؤم صلاة الجمعة".
وتجمعت النساء أمام قاعة المؤتمر احتجاجًا على إمامة ودود لصلاة الجمعة، وقالت سماح خلال المظاهرة: "نحن هنا لدعم تقاليد وقيم الإسلام، ودعم المبادئ التي أرساها النبي صلى الله عليه وسلم".