الكلام فن وذوق وأدب , كيف لا.. وبه يعلو المقام ويرقى المرء ..,وبه يستطيع أن يجذب من حوله له, فقد قيل يعلو مقام المرء بحسن مقاله
حب الكلام فطرة ..فطر الله الناس عليها.
( المرء باصغريه قلبه ولسانه ) الحديث هنا ليس عن كثرة الكلام بل عن الكلام نفسه فكما أن حسن الكلام يعلو بصاحبه فهناك من الكلام ايضا ما يخفض مقام صاحبه , والرسول عليه السلام حذر من ذلك فقال
(ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لايلقى لها بالا يرفعه الله به درجات.
وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لايلقي لها بالا يهوى بها في نار جهنم )
يظن البعض أن فن الكلام موهبة بينما تلعب الفطرة دورا كبيرا فيها ولكن يستطيع الانسان أن يطور نفسه بمراقبته حديث الاخرين.
ومن الناحية الشرعية نعرف أن الانسان محاسب بكل ما يتفوه به لقوله تعالى
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) سورة ق
من الناحية الاجتماعية . نجد أن فن الكلام له أكبر الاثر في بناء أجمل وأروع العلاقات ..فحسن اختيار الكلام
كفيل بأن يؤلف بين القلوب وعلى العكس تماما يسئ بعضنا اختيار كلماته في محادثاته ..فتجر هذه الكلمات الى المشاحنات والبغضاء .
- لكل مقام مقال , .
.
..الشاعر الظريف بشار بن برد كانت له جاريه تدعى ربابة.فقالت له يوما انت تمدح الناس وتنسانى.
..فما كان منه الا انشده هذه الابيات ..
..اربابة ربة البيت
تصب الخل فى الزيت
لها تسع دجاجات
وديك حسن الصوت
..
...
..
...وعندما عنفه من حوله كيف تقول هذا الكلام وانت صاحب المعلقات وصاحب ابيات الشعر الجميل.
...
...فأجاب ....
....لكل مقام مقال.
...فهى (اى ربابة) لن تفهم شعرى فلذلك انشدتها هذا.
وكانت سعيدة بهذه الابيات اشد السعادة..