بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم إني أحمدك حمدا يليق بعظمة جلالك و شكرا يليق بكرمك و كثرة أفضالك و نعمك التي أنعمت بها علي أو على أحد من خلقك و لا سيما سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام الذي أنعمت و تفضلت به على الخلائق أجمعين و أرسلته رحمة للعالمين وهديتنا به إلى دينك القويم و صراطك المستقيم...
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" .
أما بعد:
إلى متى سنبقى هكذا؟...
نتكلم و نتكلم و نتكلم...ثم نهدأ و ربما حتى ننام...
قل لي إلى متى؟ نتكلم دون أن يحدث أي تغيير...نتكلم و ربما لا يسمعنا أحد سوى أنفسنا؟
نتكلم إلى أن نتعب...
هل سننتظر أن يأتينا التغيير و نحن مكتوفي الأيدي؟
لا و ربي لأن الله سبحانه و تعالى قال:
" إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"(الرعد11)
إذن ماذا ننتظر؟ فلنبدأ الآن و من هنا:
فمن أراد أن ينصر الرسول فليطبق سنته
قال الله تبارك وتعالى: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ". [الأحزاب:21].
قال محمد بن على الترمذي الحكيم: الأسوة في الرسول الاقتداء به و إتباع سنته وترك مخالفته في قول أو فعل
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من استن بسنتي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني))رواه البخاريّ.
وبعض هذا الحديث في الصحيحين وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((فمن رغب عن سنتي فليس مني
اعلم يا أخي أن إتباع السنة من أعظم حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم
ولذلك قال الله تعالى في كتابه العظيم مخاطباً نبيه عليه أفضل الصلاة و السلام: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "[آل عمران:31].
و في تفسير لهذه الآية الكريمة لابن كثير يقول رحمه الله:
"هذه الآية حاكمة على من ادّعى محبة الله و ليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي و الدين النبوي في جميع أقواله و أفعاله... "
فالإتباع يتضمن المحبة إذ لا فائدة من إتباع بلا محبة كما أنه لا تقبل المحبة دون إتباع
يبين الله تعالى في هذه الآية منزلة من يطع الله و رسوله:
" وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا "النساء(69)
"أي أن من عمل بما أمره الله به و رسوله’ و ترك ما نهاه الله عنه و رسوله’فإن الله عز و جل يسكنه دار كرامته و يجعله مرافقا للأنبياء ثم لمن بعدهم في الرتبة و هم الصد يقون ثم الشهداء ثم عموم المؤمنين و هم الصالحون..."
إن محّبة النبي صلى الله عليه و سلم واجبة على كل مسلم و مسلمة و هي المنزلة التي يتنافس فيها المتنافسون حيث قال صلى الله عليه و سلم لأبي هريرة:
يا أبا هريرة إن شئت أن لا تفارقني يوم القيامة حتى تدخل معي الجنة أحبنّي حّبا لا تنساني و اعلم أنك إن أحببتني لم تترك ثلاث : الإقتداء
بهديي و الشوق إليّ و كثرة الصلاة عليّ
قال : فوصل إليّ منها سرور عظيم
(رواه النسائي و احمد في مسنده )
فإذا كنت تحب الرسول صلى الله عليه و سلم بصدق
فهكذا تكون المحبة
أحيي سنته-صلى الله عليه و سلم-
طبقها على نفسك و على أهل بيتك و أقاربك
وذكر بها الناس إن كانوا قد هجروها أو جهلوها,أو نسوها
أنشرها بينهم بكل ما تستطيع من وسائل, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة من غير أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئا) رواه مسلم
إذن لنقم بــــ:
*بإحياء السنة
* إحياء السنن المهجورة
التذكير بها و
*نشرها بين الناس
*التطبيق العملي لكل سنة
فلنداوم على تطبيق سنة نبينا و لنحاول نشرها بين أكبر عدد ممكن من الناس مهما إعترضتنا صعاب...
فانه صلى الله عليه و سلم قال : " من أحيا سنتي فقد أحبّني و من أحّبني كان معي في الجنة " رواه البخاري عن معاذ
فلطالما افتخرت بالإسلام فمتى يفتخر الإسلام بك؟..
وما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ...