عز علىّ في هذا الزمن .. تعريف الصديق الصادق .. وذلك لكثرة المفارقات والمتناقضات .. فلم أعد أجد مفهوما واضحا بيّنا لتعريفه .. فتارة أجد الصديق الصادق في النائبات .. تمشيا مع قول الشاعر :ـ
ما أكثر الإخوان حين تعدهم .. ( ....... ..... .... قليل ) !!!
وتارة أجده في المقولة الشهيرة .. ( صديقك من صدقك القول وليس من صدّقك ) .. وتارة أخرى أجده في ذلك الذي ( إذا كان معك دلك للخير ونهاك عن كل شر .. وإذا تحدث معك صدقك .. وإذا غبت عنه حفظك .. وإذا بدت سؤتك نصحك وسترك ) .. وأحيانا ألقاه عند الحاجة إليه .. ومع كل هذه الموقف التي أرى ألصديق الصادق فيها أو عندها .. أقف حيرانا مستفهما !! .. تأتي النائبات .. وتجد نفسك وحيدا إلا لمن كانت له مصلحة عندك .. وأيما صداقة بنيت على المصالح .. ليس فيها رجاء ولا أمل .. ويأتي الكلام .. فإن كنت صاحب جاه ووجاهة .. ترى من حولك يصدقون كل حرف تقوله .. وإن كنت لا هذا ولا ذاك .. لقيت من الألسن ما يزيدك خبالا .. ثم يأتي دور المناصحة والمكاشفة .. فإن كنت ممن لا يبدون حزنهم وضعفهم إلا لله .. أتهمت بالإنطوائية .. فلا تجد من يكون ناصحا أمينا .. وهنا تكون الوحدة الحقيقة .. وفي غالب الأحيان .. أرى أن الصديق هو الذي تتماشى معه وفق هواه !! .. وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها .. فحينما تكون مع ( صاحبك ) وفق هواه .. يعتبرك الصديق الصادق .. وإن خالفته .. فأنت لا تعرف معنى الصداقة .. ومن بين هذه المفاهيم الحالية .. عز عليّ تعريف الصديق الصادق .. إنني لا أتحدث عن العموم .. ولكنها ظاهرة غالبة .. ربما يكون التعامل هو المحك في بناية الصداقة .. ولكن هب لي اليوم رجلا يقدر غلطتك في التعامل معه .. إن الدنيا لا تقف عند حد واحد .. فأنت اليوم صاحب كلمة مسموعة .. وهذا يومك فغتنمه .. وغدا يكون في أطراف المجلس مقعدك فإحذره .. وربما أكون جازما .. لو قلت أن الصداقة اليوم تبنى على المال ليس إلا .. أرجو أن نكون صادقين في تصورنا .. وأن نعترف بضعفنا .. والله نسأل القول الصادق الذي يقربنا إليه .. ويبعندنا عن ناره .. إنه جواد كريم .
وسلاما على الدنيا إذا لم يكن بها ..... صديقا صدوقا صادق الوعد منصفا .
دعوني أسأل سؤالا :
ألا زالت ثقافة الصديق .. والخل الوفي ..
ثقافة رائجة حتى الآن ..؟؟
م
ن
ق
و
ق